آخر الأخبار

ضربة أمنية مدوية.. إسبانيا تعترض طنّاً من الكوكايين قرب السواحل المغربية

في عملية نوعية كشفت عن التحديات الأمنية المشتركة بين المغرب وإسبانيا، تمكنت السلطات الإسبانية من حجز شحنة ضخمة من الكوكايين تزن حوالي 1.3 طن، على بعد 40 ميلاً بحرياً من خليج قادش، في اليوم الجمعة 18 يوليو 2025. العملية، التي وصفت بأنها “ضربة موجعة” لشبكات التهريب الدولي، كشفت عن أساليب متطورة تعتمدها عصابات المخدرات لاختراق الممرات البحرية.

ووفق مصادر أمنية، فقد اعتمد المهرّبون أسلوب “الاقتحام البحري”، حيث تسللوا إلى سفينة شحن تجارية في عرض البحر لتحميل المخدرات على قارب صغير. إلا أن تدخل الحرس المدني الإسباني أحبط العملية، مما أدى إلى توجيه السفينة تحت حراسة مشددة إلى ميناء قادش، حيث بدأت عمليات التفتيش الدقيقة.

أسفرت العملية الأولية عن ضبط 38 رزمة من الكوكايين عالي النقاء، مخبأة داخل حاويات الشحن. وتشير الدلائل إلى أن العصابات استغلت حركة الملاحة الكثيفة بين موانئ فيغو ومالقة وطنجة المتوسط، في محاولة لإخفاء الشحنة تحت غطاء البضائع المشروعة.

هذه الحادثة تطرح تساؤلات حول مدى اختراق شبكات الجريمة المنظمة لسلاسل الشحن الدولية، خاصةً مع اشتباه تورط كارتيلات تعمل بين أمريكا اللاتينية وأوروبا. التحقيات الجارية تركز الآن على تتبع مصدر الشحنة ومسارها، وسط مخاوف من وجود تواطؤ داخل دوائر النقل البحري.

العملية تبرز أيضاً أهمية التعاون الأمني المغربي-الإسباني في مراقبة المضيق، حيث يلعب المغرب دوراً محورياً في مكافحة التهريب عبر نشر تقنيات مراقبة متطورة وتبادل المعلومات مع الجانب الأوروبي. وقد ساهم هذا التعاون سابقاً في إفشال عمليات تهريب مماثلة.

في ظل تزايد النشاط الإجرامي في غرب المتوسط، تظل هذه الضربة الأمنية تذكيراً صارخاً بضرورة تكثيف الجهود المشتركة لمواجهة شبكات المخدرات العابرة للحدود، التي تهدد ليس فقط الأمن المحلي، ولكن أيضاً الاستقرار الاقتصادي لدول المنطقة. السؤال الآن: هل ستكون هذه العملية بداية لسلسلة ضربات أكثر حزماً؟

المقال التالي