حقوقيون يطلقون صرخة: يجب وقف ترحيل المرضى النفسيين وحماية كرامتهم الإنسانية

في بيان صدر اليوم 18 يوليو 2025، كشف فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخريبكة عن تفاقم أزمة إنسانية تهدد المدينة. وأشار البيان إلى تزايد عمليات “الترحيل الجماعي” للمرضى النفسيين والعقليين من مدن أخرى نحو خريبكة، مما خلق وضعاً أمنياً وإنسانياً مأساوياً.
تحولت شوارع المدينة إلى مسرح لمشاهد مروعة، حيث يعيش عشرات المرضى النفسيين في العراء، بدون مأوى أو رعاية طبية. ووثق البيان سلسلة حوادث خطيرة نسبتها الجمعية لهؤلاء المرضى، تتراوح بين محاولات خطف وإشعال حرائق واعتداءات مسلحة، ما أثار ذعر الساكنة.
المأساة تكمن في غياب أي نظام للتكفل بهذه الحالات. فبحسب الجمعية، يتم التخلص من المرضى بنقلهم بين المدن بدلاً من علاجهم، في انتهاك صارخ لحقوقهم الإنسانية. وأكد البيان أن هذه الممارسات تزيد من معاناة المرضى وتعرض المجتمع للخطر في آن واحد.
المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على عاتق الدولة، كما أشار البيان. فغياب المراكز المتخصصة ونقص الأطر الطبية وسوء التجهيزات الطبية تحول دون تقديم الرعاية اللازمة. والأشد إثارة للقلق هو غياب أي تحقيق جدي في ظاهرة الترحيل هذه، رغم تكرارها.
الحلول المقترحة تركز على ضرورة فتح تحقيق عاجل، مع توفير بنيات استشفائية ملائمة وظروف علاج تحفظ الكرامة الإنسانية. كما طالبت الجمعية بتعزيز التغطية الصحية النفسية وزيادة عدد الأخصائيين في هذا المجال.
هذه الأزمة تطرح سؤالاً جوهرياً عن مصير الفئات الهشة في المجتمع. فبين إهمال المؤسسات وذعر المواطنين، يبدو أن المرضى النفسيين يدفعون ثمن غياب سياسة واضحة للصحة العقلية، في مشهد يؤكد الحاجة الملحة لإصلاح جذري في هذا القطاع الحيوي.
تعليقات