هجرة عكسية.. 13.900 مغربي يغادرون إسبانيا خلال 90 يوماً الماضية

كشفت أحدث البيانات الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء الإسباني عن ظاهرة ديموغرافية لافتة، حيث غادر 13.900 مواطن مغربي الأراضي الإسبانية خلال الربع الأول من عام 2025، في أعلى معدل مغادرة بين جميع الجنسيات المقيمة هناك.

تأتي هذه الأرقام الصادمة في وقت تشهد فيه إسبانيا توترات اجتماعية غير مسبوقة، خاصة بعد أحداث العنف التي شهدتها مدينة توري باتشيكو في إقليم مورسيا، حيث تحولت البلدة الزراعية الصغيرة إلى ساحة صراع بين شباب مغاربة ومتطرفين يمينيين.

المحللون يربطون هذه الهجرة العكسية بعدة عوامل، أبرزها تصاعد خطاب الكراهية، وغلاء المعيشة، وصعوبات الاندماج، حيث تشير التقارير إلى أن المناخ الاجتماعي أصبح أكثر قسوة تجاه الجالية المغربية، خاصة في المناطق التي تشهد تركيزاً عالياً للمهاجرين.

ومن المفارقات أن هذه الموجة من المغادرات تأتي في وقت يسجل فيه عدد المقيمين الأجانب في إسبانيا ارتفاعاً قياسياً، حيث أضافت البلاد 95.000 مهاجر جديد خلال نفس الفترة، فيما انخفض عدد المواطنين الإسبان بنسبة 42.165 شخصاً.

تثير هذه الأرقام أسئلة عميقة حول مستقبل الجالية المغربية في إسبانيا، خاصة في ظل تصاعد التيارات اليمينية وتزايد حالات التمييز العنصري، ما قد يشكل نقطة تحول في أنماط الهجرة التقليدية بين البلدين.