سمبيريرو: الهجمات على المغاربة في إسبانيا مدبرة.. والهدف أصوات الناخبين

في مشهد يذكر بأحلك أيام العنف الطائفي، تشهد مدينة طورّي باتشيكو الإسبانية موجة اعتداءات ممنهجة ضد المهاجرين المغاربة، لكن الخبراء يرون أن وراء هذه الأحداث أجندات سياسية خفية. إغناسيو سمبريرو، الصحفي المتخصص في الشأن المغاربي، كشف النقاب عن هذه الأجندة خلال ظهوره في برنامج “laSexta Clue”، مؤكداً أن اليمين المتطرف يحوّل المهاجرين إلى ورقة انتخابية.
منذ مساء الثلاثاء 15 يوليو 2025، حاولت مجموعات يمينية متطرفة تنظيم مسيرة عدائية ضد الجالية المغربية، في خطوة وصفها سمبريرو بـ”مطاردة بشرية”. لكن انتشاراً أمنياً مكثفاً أفشل الخطط، مما يدل على أن العنف ليس عفواً، بل جزءاً من استراتيجية لخلق حالة توتر تخدم الحملات الانتخابية.
وأشار سمبريرو إلى أن خطاب الكراهية في المناطق المحلية، خاصة في مورسيا، يتجاوز في تطرفه ما يُطرح على المستوى الوطني. ولعل حضور زعيم حزب “فوكس” المتكرر في بؤر التوتر يوضح هذه الاستغلال السياسي، حيث يبدو سانتياغو أباسكال، مقارنة به، “معتدلاً” وفق تعبير الصحفي.
وفي ردّ على محاولات إلقاء اللوم على المغرب، أوضح سمبريرو أن الرباط لم تتدخل أو تحرض على العنف، مؤكداً أن الاتهامات الموجهة إليها “غير مسؤولة”. فالقضية، في جوهرها، صراع محلي بين اليمين المتطرف والمهاجرين، وليست نزاعاً دولياً.
هذه الأحداث تطرح تساؤلات حول مستقبل التعايش في إسبانيا، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية. فهل تتحول المدن إلى ساحات صراع سياسي على حساب الأمن الاجتماعي؟ السؤال يبقى مفتوحاً، لكن الواضح أن المهاجرين المغاربة يدفعون ثمن لعبة أكبر منهم.
تعليقات