بعد تدخل عاجل.. اعتصام يائس على عمود اتصالات بسيدي يحيى ينتهي بسلام

شهد شارع محمد الخامس بمدينة سيدي يحيى الغرب مشهداً مأساوياً عندما حاول رجل في الأربعينيات من عمره الانتحار بتسلق عمود اتصالات، احتجاجاً على ما وصفه “بالمعاملة المستفزة” من قبل الدرك الملكي. الحادثة التي وقعت مؤخراً أثارت استياء واسعاً بين السكان المحليين.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن “ع.م” – الأب الثكلى – لجأ إلى هذا الفعل اليائس بعدما شعر بالإحباط جراء تعامل السلطات مع التحقيق في وفاة ابنه البالغ 12 عاماً، الذي غرق في ضاية “الحية” القريبة من الثكنة العسكرية بالمنطقة. وكان الضحية قد توجه إلى مقر الدرك للاستفسار عن تطورات التحقيق، خصوصاً فيما يتعلق باستجواب الأطفال الذين رافقوا ابنه يوم الحادث.
وأشارت نفس المصادر إلى أن الأب تعرض لسوء معاملة من قبل قائد مركز الدرك الملكي بالمدينة، وهو ما زاد من تأزيم موقفه النفسي. هذه الحادثة تطرح تساؤلات حول آليات التعامل مع الحالات النفسية الحرجة، وضرورة تحسين جودة الخدمات الأمنية في مثل هذه الظروف.
بعد تدخل باشا المدينة وقوات الأمن، تم إقناع الرجل بالعدول عن محاولة الانتحار، وسط تأثر واضح من الحاضرين الذين تفاعلوا مع الموقف بعفوية. المشهد خلف وراءه العديد من الأسئلة حول ظروف غرق الطفل وإجراءات التحقيق المتبعة.
الحادثة تذكر بأهمية التعامل الإنساني مع ضحايا المآسي الشخصية، وضرورة إجراء تحقيقات شفافة في القضايا الحساسة، خاصة تلك التي تتعلق بحياة الأطفال. كما تبرز الحاجة إلى تعزيز آليات الدعم النفسي للأسر في الأزمات.
في ظل غياب أي تصريح رسمي حتى الآن، تبقى هذه الواقعة مؤشراً على توتر العلاقة بين المواطن وبعض المؤسسات الأمنية في حالات المآسي الشخصية، مما يستدعي مراجعة جادة لآليات العمل وبروتوكولات التعامل مع مثل هذه الحالات.
تعليقات