طقوس سوداء تتحدى العقل والعين.. الشعوذة تضع صورة المغرب على المحك

رغم التطور والتحولات التي يشهدها المجتمع المغربي، لا تزال ظاهرة الشعوذة والسحر تحضر بقوة في عدد من الأحياء والأزقة، حيث يمارسها رجال ونساء معروفون لدى السكان، دون أن تتدخل السلطات بشكل فعال لوضع حد لهذه الممارسات التي تسيء إلى صورة البلاد.
الظاهرة لم تعد تقتصر على الأماكن المعزولة، بل أصبحت تُمارس أحياناً في العلن، ويقصدها أفراد من مختلف الفئات بحثاً عن حلول لمشاكلهم الصحية أو الاجتماعية أو العاطفية، ليجدوا أنفسهم في النهاية ضحايا للنصب والجهل والضرر النفسي وربما الجسدي.
ومن الحوادث المثيرة التي أعادت الجدل حول هذه الممارسات، ما وقع يوم أمس بمدينة أكادير، حيث جرى إنقاذ قطة وُجدت في البحر، وكانت في وضعية مزرية، إذ تم ربط فمها ووُضعت بداخله أوراق تحمل طلاسم وكتابات غامضة، ما يشير إلى استخدام الحيوان في طقوس سحرية لأغراض مؤذية.
هذا المشهد الغريب أثار موجة من الاستنكار بين سكان المدينة، كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حيث عبّر عدد من المتابعين عن صدمتهم من الحادث، مؤكدين أن الظاهرة صارت تهدد القيم الإنسانية والدينية، وتمس حتى بالحيوانات البريئة.
العديد من الأصوات المدنية والحقوقية طالبت بضرورة التدخل الحازم للسلطات من أجل محاربة هذه الظواهر، ووضع حد لنشاط المشعوذين الذين يواصلون عملهم في بعض الأزقة دون رادع، مع الدعوة إلى تكثيف حملات التوعية للحد من الاعتقاد في مثل هذه الممارسات التي تعكس تأخراً في الوعي والمعرفة.
ولم تعد هذه الممارسات تقتصر فقط على الأزقة والأحياء الشعبية، بل امتدت إلى العالم الرقمي، حيث ينشط عدد من المشعوذين والعرافين على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً على تطبيق “تيك توك”، حيث يعرضون خدماتهم تحت غطاء ما يُعرف بقراءة الكف، وفتح الحظ، وجلب الحبيب، وغيرها من الأعمال التي تدخل في خانة النصب والشعوذة؛ هذه الحسابات تلقى تفاعلاً كبيراً من بعض المستخدمين، ما يزيد من خطورة انتشار هذه الظاهرة التي يجب التصدي لها بحزم، لما لها من آثار سلبية على المجتمع، خاصة على الفئات الهشة والبسيطة.
تعليقات