برقية من الملك لماكرون….عيد الباستيل يبرز عمق الروابط التاريخية بين المغرب وفرنسا

يحتفل الفرنسيون اليوم الاثنين الرابع عشر من يوليو بالعيد الوطني للجمهورية، المعروف بيوم الباستيل، تخليداً لذكرى اقتحام سجن الباستيل سنة 1789، وهي المحطة التي دشّنت الثورة الفرنسية ورسخت مبادئ الحرية والمواطنة في الوجدان الفرنسي.

وتكتسي المناسبة طابعاً خاصاً داخل فرنسا وخارجها، حيث تنظم عروض عسكرية كبرى في جادة الشانزليزيه بباريس، بحضور كبار الشخصيات والمسؤولين، كما تُقدّم عروض جوية بالألوان الوطنية وتقام الحفلات الموسيقية والعروض الفنية في مختلف المدن الفرنسية، وتُختتم عادة بعروض ألعاب نارية ضخمة فوق برج إيفل، تجتذب الآلاف من المواطنين والسياح.

وبهذه المناسبة، بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبّر فيها عن أصدق متمنياته له بموفور السعادة والهناء، وللشعب الفرنسي بمزيد من الازدهار والرخاء.

وجدد الملك التأكيد على الإرادة المشتركة للمغرب وفرنسا في بناء مستقبل قائم على التضامن، مشيراً إلى أن البلدين دأبا، في كل محطة مفصلية من تاريخهما المشترك، على إعادة رسم معالم تعاونهما بما يواكب التحديات الراهنة.
كما أكد الملك على متانة الشراكة الاستثنائية المعززة التي تجمع البلدين، والتي تُعد ثمرة رؤية مشتركة يقودها قائدا البلدين، وتشكل قاعدة استراتيجية لمستقبل العلاقات الثنائية، مجدداً التزام المملكة بمواصلة تفعيل هذه الشراكة بروح من الثقة والاحترام المتبادل، بما ينسجم مع الطموحات المشتركة لتعزيز روابط الصداقة المغربية الفرنسية.

ويأتي هذا التفاعل الملكي في وقت تعرف فيه العلاقات المغربية الفرنسية تطوراً ملحوظاً، خصوصاً بعد إعلان فرنسا اعترافها بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ما شكّل تحوّلاً نوعياً في موقف باريس وأعاد الزخم للعلاقات بين البلدين بعد فترة من الفتور.

هذا الاعتراف لم يكن رمزياً فقط، بل رافقته خطوات عملية تجسدت في توقيع اتفاقيات تعاون واستثمار بمليارات اليوروهات، شملت قطاعات البنية التحتية والطاقة والتعليم والنقل، ما يدل على رغبة الجانبين في بناء علاقة متينة قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

وقد ساهمت هذه الدينامية الجديدة في تعزيز الثقة السياسية بين الرباط وباريس، كما فتحت آفاقاً جديدة للتعاون في القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها قضايا الأمن والهجرة والتنمية المستدامة في إفريقيا.