رئيس جماعة أيت بوكماز يقود مسيرة الكرامة… بين إرث الاحتجاجات ومخاطر المكائد السياسية

في سلوك ميداني غير مألوف، تصدّر رئيس جماعة تبانت”أيت بوكماز” بإقليم أزيلال، خالد تيكوكين، مسيرة احتجاجية سلمية نظّمتها ساكنة أيت بوكماز، مطالبة بالعدالة المجالية وتحسين البنية التحتية ،فرغم إشادتها من طرف الساكنة والفاعلين الحقوقيين، أثارت جدلا واسعا وتخوفات من تعرضه لمكائد سياسية قد تعصف بمساره.
المسيرة التي حملت اسم “مسيرة الكرامة”، مرت في أجواء من التنظيم والانضباط، وانتهت عقب لقاء مع عامل الإقليم، الذي وعد بالاستجابة للمطالب خلال عشرة أيام،حيث لم يتردد تيكوكين، المنتمي لحزب العدالة والتنمية في الإعلان عن موقفه الصريح، قائلاً: “ما غاديش نفرّط فكرامتهم، حتى لو اقتضى الأمر مواصلة المسير حتى البحر.”
خطوة تيكوكين أحيت في أذهان متتبعي الشأن المحلي ذاكرة احتجاجات كبرى شهدها العالم القروي باشتوكة آيت باها أواخر التسعينات، حين نسّق منتخبون من منظمة العمل الديمقراطي الشعبي احتجاجات مماثلة بجماعات بلفاع، إنشادن، أيت عميرة وأيت ميلك، دفاعًا عن حقوق الساكنة ومواجهة لسياسات الدولة في الهامش.
في المقابل، اختارت الحكومة الصمت، إذ تجنب الوزير مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسمها، خلال ندوة صحفية رسمية، التعليق المباشر على احتجاجات أيت بوكماز، مكتفيا بالإشارة إلى مرسوم تقني يخص قطاع الاتصالات ،هذا الرد الهزيل وُصف من طرف نشطاء بكونه دليلا على غياب إرادة حقيقية للتفاعل مع قضايا المناطق المهمشة.
ورغم الأجواء السلمية التي طبعت المسيرة، لم يخلُ الحدث من تحذيرات من تبعات سياسية محتملة قد تطال رئيس الجماعة، بسبب موقفه المناقض للصمت المؤسساتي المعتاد، ومجاهرته بمساندة مطالب الساكنة ضد التقاعس الإداري.
هذا، وبين دعم شعبي واسع، وصمت حكومي مقلق، تبقى التساؤلات مفتوحة: هل سيدفع رئيس جماعة تبانت ثمن اختياره الانحياز للمواطنين؟ أم أن “مسيرة الكرامة” ستسجل كمنعطف حقيقي في علاقة المنتخبين بقضايا الهامش؟
تعليقات