من الحماية الاجتماعية إلى تهميش طاطا.. بيجيدي سوس يرصد فشل الحكومة في الوفاء بوعودها

ركز البيان الختامي للمؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية الذي احتضنته مدينة أكادير السبت الماضي، على توجيه انتقادات لاذعة للحكومة الحالية، معبراً عن قلق الحزب من تعثر عدد من الأوراش الاستراتيجية الكبرى، وعلى رأسها ورش الحماية الاجتماعية، الذي قال إنه يعرف اختلالات هيكلية وغياب رؤية واضحة، مما يُفقده فعاليته ويحول دون تحقيق أهدافه التنموية. كما عبر الحزب عن رفضه لما وصفه بالتوظيف الدعائي لمفهوم “الدولة الاجتماعية”، في وقت تعاني فيه البلاد من ارتفاع غير مسبوق للأسعار وتفاقم البطالة وتدهور الخدمات، مع غياب سياسات عادلة لتوزيع الثروة وتحمل الأعباء الاجتماعية.

ولم يفت الحزب التنبيه إلى ما سماه التوسع المقلق لتضارب المصالح داخل الحكومة، وغياب آليات فعالة لمراقبة الاستغلال غير المشروع للنفوذ، في ظل غياب مؤسسات رقابية قوية ومستقلة، فضلاً عن تشكيكه في عدالة منظومة الدعم الاجتماعي الحالية، التي اعتبرها عاجزة عن الوصول إلى الفئات المستحقة بسبب ثغرات في السجل الاجتماعي الموحد ومعايير الاستحقاق.

وعلى المستوى الجهوي، حمّل حزب العدالة والتنمية الحكومة ومجلس جهة سوس ماسة المسؤولية الكاملة عن ضعف تدبير مرحلة ما بعد زلزال الحوز، منتقداً ما اعتبره إقصاء ممنهجاً لعدد من المناطق المتضررة، وغياب رؤية تنموية شاملة تراعي العدالة المجالية. كما نبه إلى التأخر الكبير في إنجاز مشاريع حيوية مثل الطريق السيار أمسكروض–تزنيت، والمطرح الإقليمي لتارودانت، ومشاريع التطهير السائل، رغم التوجيهات الملكية المتكررة.

وسجل الحزب استمرار تهميش إقليم طاطا رغم تعرضه لكوارث طبيعية متكررة، مع غياب تدخلات استعجالية فعالة، معبراً عن استيائه من تعثر مشروع التسريع الصناعي بالجهة، الذي كان من المرتقب أن يوفر 24 ألف منصب شغل، مطالباً بفتح تحقيق جدي في أسباب تعثره والجهات المسؤولة عن ذلك. كما انتقد الحزب ضعف أداء عدد من المجالس الجماعية، واستشراء منطق الولاءات والزبونية على حساب الكفاءة، ما كرس فقدان الثقة في العمل التمثيلي.

كما نوه البيجيدي بأداء منتخبي الحزب، سواء في مواقع التسيير أو المعارضة، مثمناً جهودهم في الدفاع عن قضايا المواطنين، والدعوة إلى تدخلات عاجلة لمعالجة اختلالات عدة بالمنطقة، والتصدي لمظاهر الترحال السياسي، التي اعتبرها عبثاً بالحياة الديمقراطية.