في ندوة بايتاس.. صمت حكومي تجاه مسيرة آيت بوكماز الاحتجاجية وحديث مطول عن المونديال

في ختام الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، عقد مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، ندوة صحفية اليوم الخميس، طغى عليها التجاهل المثير لأسئلة الصحفيين المتعلقة باحتجاجات ساكنة آيت بوكماز، التي تهز إقليم أزيلال منذ أمس.
ورغم إصرار الصحفيين على طرح أكثر من ثلاثة أسئلة حول موقف الحكومة من “مسيرة الكرامة”، التي قطع خلالها عشرات المواطنين من دواوير جماعة تبانت عشرات الكيلومترات سيراً على الأقدام للمطالبة بفك العزلة عن منطقتهم، اختار بايتاس عدم الإدلاء بأي تصريح أو توضيح بخصوص هذه القضية، ما يثير التساؤلات حول جدوى هذه الندوات إذا كان الناطق الرسمي يرفض التعليق على الملفات الحساسة التي تشغل الرأي العام.
في المقابل، خصص بايتاس حيزاً واسعاً من مداخلته للحديث عن مشروع قانون رقم 25.35 المتعلق بإحداث مؤسسة “المغرب 2030″، الذي صادقت عليه الحكومة خلال اجتماعها صباح اليوم؛ وأوضح أن هذه المؤسسة ستتولى تدبير المشاريع المرتبطة بتنظيم كأس العالم 2030، الذي تستعد المملكة لاحتضانه إلى جانب إسبانيا والبرتغال، مشيراً إلى أن الهدف هو تسريع وتيرة الاستعداد لهذا الحدث الكروي العالمي، وضمان التنسيق بين مختلف المتدخلين.
وليس هذا التجاهل سلوكاً جديداً على بايتاس، إذ سبق له في أكثر من مناسبة أن تفادى الإجابة عن أسئلة تعتبرها الأوساط الإعلامية والرأي العام “محرجة” أو “حساسة”، مفضلاً التركيز على ما حضّر له مسبقاً أو ما يخدم خطاب الحكومة؛ هذا النمط من التفاعل بات يثير استياء عدد من الصحفيين، الذين يعتبرون أن الناطق الرسمي باسم الحكومة مطالب بالتعليق على مختلف القضايا المطروحة، لا انتقاء ما يناسبه، خاصة حين يتعلق الأمر بملفات اجتماعية وإنسانية تلامس هموم المواطنين.
وتزامناً مع هذه التصريحات الرسمية، كان عامل إقليم أزيلال قد استقبل ظهر اليوم ممثلين عن ساكنة آيت بوكماز، فور وصولهم إلى مقر العمالة، في استجابة متأخرة لتحرك احتجاجي غير مسبوق سلط الضوء مجدداً على هشاشة البنية التحتية الصحية والطرق في المنطقة، وعلى رأسها الطريقين الجهويين 302 و317. ورغم الأجواء الإيجابية التي طبعت اللقاء، عبّر بعض ممثلي المجتمع المدني عن تطلعهم إلى خطوات عملية تتجاوز الطابع البروتوكولي، مؤكدين أن المسيرة لم تكن موجهة ضد الدولة، بل كانت صرخة إنسانية من أجل العدالة الاجتماعية والكرامة.
ويبقى السؤال معلقاً: هل ستتفاعل الحكومة بجدية مع أصوات المناطق المهمشة مثل آيت بوكماز، أم أن الأولوية ستظل منصبة فقط على المشاريع الترفيهية الكبرى مثل “المغرب 2030″؟.
تعليقات