موسيقى ورقص داخل غرفة العمليات.. مغرب تايمز يكشف حقيقة “الفيديو القنبلة”

تداول عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، مقطع فيديو يظهر فيه أطر صحية يرقصون على أنغام موسيقى شعبية صاخبة، داخل غرفة العمليات أثناء قيامهم بعملية جراحية، ما أثار موجة غضب واستياء في صفوف المتابعين الذين وصفوا المشهد بالمسيء والمقلق، نظرا لما يحمله من استخفاف بسلامة المرضى وبأخلاقيات المهنة.
وحسب ما كشفه مصدر خاص لموقع مغرب تايمز، فإن الفيديو الذي انتشر بشكل واسع مؤخرا تم تصويره قبل نحو شهر داخل غرفة العمليات في مصحة خاصة بمدينة أكادير، إلا أنه لم يتم تداوله إلا في اليومين الأخيرين.
وأفادت ذات المصادر، أن الشخصين اللذين ظهرا في الفيديو وهما يرقصان أثناء عملية خياطة جرح لمريض، هما في الواقع ممرضان، أحدهما يملك خبرة مهنية، والآخر حديث التخرج.
وتشير نفس المصادر إلى أن الطبيب الجراح المشرف على العملية، وكذلك طبيب التخدير، لم يكونا حاضرين أثناء لحظة التصوير، حيث تم ترك مهمة خياطة الجرح للممرضين فقط، بعدما انتقل الطبيب الرئيسي إلى قاعة عمليات أخرى لمباشرة عملية جديدة، في سلوك وصف باللامسؤول ويطرح تساؤلات جدية حول شروط السلامة الطبية التي يجب أن تُؤمَّن خلال هذا النوع من التدخلات.
وهنا تطرح عدة أسئلة ملحة: ماذا لو حدثت مضاعفات مفاجئة أو نزيف للمريض؟ من كان سيتدخل لإنقاذه؟ وماذا لو وقع خلل في التخدير في ظل غياب المسؤول عنه؟ هل يعد هذا الوضع مقبولا في مؤسسات صحية يُفترض أن تحترم حياة المواطنين وتتعامل مع حالاتهم بأعلى درجات الجدية والانضباط؟
وتجدر الإشارة إلى أنه من الشائع أن يعتمد بعض الأطباء على تشغيل موسيقى أثناء إجراء العمليات الجراحية، وذلك لخلق أجواء من الهدوء والتركيز، غير أن ما وقع في هذه الحالة مختلف تماما، حيث كانت الموسيقى شعبية صاخبة ومرتفعة الصوت بشكل كبير، ما أثار انزعاج طاقم المصحة والمرضى، في مشهد لا يعكس بأي شكل من الأشكال ظروف العمل المطلوبة داخل غرفة العمليات.
هذا الحادث يعيد النقاش حول مراقبة المصحات الخاصة والتأكد من مدى التزامها بالمعايير الطبية والأخلاقية، ويطرح الحاجة الملحة إلى تدخل السلطات المختصة لفتح تحقيق في مثل هذه الممارسات التي قد تهدد سلامة المرضى وتفقد المواطنين ثقتهم في مؤسسات يفترض أن تكون ملاذا آمنا للعلاج والرعاية.
تعليقات