آخر الأخبار

في بداية الموسم السياحي.. انتشار أطفال الشوارع يقلق زوار أكادير

مع بداية موسم الصيف وارتفاع وتيرة توافد الزوار المغاربة والأجانب على مدينة أكادير، عادت ظاهرة أطفال الشوارع إلى الواجهة بشكل لافت، خاصة في محيط سوق الأحد، القلب التجاري النابض للمدينة، وفي عدد من الأحياء المجاورة، وكذا في مدينة إنزكان، التي تشكل محطة حيوية للوافدين على الجهة.

ويلاحظ الزائر لأكادير في هذه الفترة تزايد عدد الأطفال المتشردين في الساحات العمومية، وعلى أرصفة الطرق، وأمام الأسواق والمطاعم والمقاهي، حيث يمتهن بعضهم التسول، فيما يعرض آخرون خدمات تنظيف السيارات أو بيع المناديل الورقية؛ وفي حالات أخرى، ينام هؤلاء الأطفال في العراء ويقتاتون من بقايا الطعام أو مساعدات المارة.

وقد أثارت هذه الظاهرة استياء عدد من السياح الذين عبّروا، في تصريحات متفرقة، عن انزعاجهم من الإلحاح المفرط لهؤلاء الأطفال أثناء التسول، وتحرّكهم الجماعي في بعض الأوقات، ما يخلق شعورًا بعدم الارتياح، ويشوش على الأجواء السياحية التي من المفترض أن تكون هادئة وآمنة.

وفي مدينة إنزكان، التي تعتبر نقطة عبور رئيسية بين مختلف مناطق جهة سوس ماسة، لا يختلف الوضع كثيرًا، حيث تنتشر مجموعات من القاصرين في مداخل السوق البلدي ومحيط محطات النقل العمومي، في مشهد يثير الشفقة تارة، والقلق تارة أخرى، بالنظر إلى ما يمكن أن تفرزه هذه الظاهرة من انحرافات وسلوكيات غير آمنة.

ويعزو عدد من الفاعلين الجمعويين هذا الانتشار إلى الهشاشة الاجتماعية، وتفكك بعض الأسر، فضلاً عن قلة مراكز للإيواء والتأطير النفسي والاجتماعي لهؤلاء الأطفال؛ كما يحذر المهتمون من خطورة استغلال بعض الجهات للأطفال في أنشطة مشبوهة، مما قد يهدد أمنهم ومستقبلهم، ويزيد من تفاقم الوضع.

في هذا السياق، تتعالى المطالب بضرورة تدخل السلطات المحلية والجهات المنتخبة، إلى جانب المجتمع المدني، من أجل وضع استراتيجية استعجالية لإدماج هؤلاء الأطفال في الحياة الاجتماعية، وتوفير البدائل الكفيلة بحمايتهم، بما يضمن للمدينة المحافظة على صورتها كوجهة سياحية نظيفة وآمنة.

المقال التالي