آخر الأخبار

تقرير وطني: ثلثا شباب المغرب بلا ثقة وبلا صوت سياسي

كشف تقرير وطني حديث صادر عن جمعية “المواطنون” عن تحولات عميقة في علاقة الشباب المغربي بالمشاركة في الشأن العام، حيث سجّل تراجعاً ملحوظاً في الثقة بآليات المشاركة الكلاسيكية، مقابل تنامي أشكال بديلة وأكثر مباشرة للانخراط، ترتبط أساساً بالإعلام الرقمي والمبادرات المحلية.

ويستند التقرير، المعنون بـ”كيف يرى الشباب الالتزام المواطن؟”، إلى عمل ميداني استمر لأكثر من سنة وشمل مختلف جهات المملكة، عبر تنظيم مقاهي للمواطنة، مجموعات تركيز، واستبيان وطني شامل. وقد شارك في هذا الجهد البحثي أكثر من 1100 شابة وشاب، يمثلون مختلف الخلفيات المهنية والتعليمية والمجالية، من المدن والقرى، ومن الطلبة والعاطلين والنشطاء.

وبحسب المعطيات التي وردت في التقرير، فإن اثنين من كل ثلاثة شباب لا يشعرون بأن صوتهم مسموع من قبل صناع القرار، فيما عبّر أكثر من نصف المستجوبين عن فقدانهم الثقة في القنوات التقليدية للمشاركة، من قبيل الانتخابات أو الجمعيات ذات الطابع الكلاسيكي.

في المقابل، برز اتجاه قوي نحو أشكال جديدة من الالتزام المواطن، تعتمد على آليات مرنة وقريبة من الحياة اليومية، مثل المشاركة عبر المنصات الرقمية، إطلاق مبادرات محلية، والانخراط في حملات شبابية مستقلة، تعكس وعياً مدنياً متجدداً، رغم المسافة المتزايدة عن المؤسسات الرسمية.

ويؤكد التقرير أن هذا التحول لا يعكس عزوفاً أو لا مبالاة، بل رغبة في ممارسة مواطنة أكثر فعالية وتأثيراً، ضمن فضاءات يجد فيها الشباب صوتهم ووسائل تعبيرهم الخاصة، بعيداً عن البنى التقليدية التي يعتبرها كثيرون غير قادرة على مواكبة تطلعات الجيل الجديد.

جمعية “المواطنون”، وهي منظمة مستقلة تأسست سنة 2016، تسعى إلى تعزيز ثقافة التشاور العمومي، وتمكين الشباب والنساء من آليات الترافع والمشاركة الفعالة، من أجل ديمقراطية أكثر شمولاً وتجاوباً مع التحولات المجتمعية.

المقال التالي