آخر الأخبار

تقرير “مغرب تايمز” يسلّط الضوء على الحصيلة الباهتة لفاطمة خير في البرلمان

في خضم النقاشات الدائرة حول أداء بعض الوجوه الفنية تحت قبة البرلمان، تعود الفنانة فاطمة خير إلى الواجهة، ليس بسبب نجاح تشريعي أو مبادرة رقابية، بل لما يعتبره متابعون “حصيلة شبه غائبة” لا ترقى إلى مستوى التطلعات التي رافقت دخولها المؤسسة التشريعية بعد انتخابات 2021. ورغم انتمائها إلى الأغلبية الحكومية، فإن نشاط خير البرلماني لم يتجاوز سقفاً متواضعاً، مما أثار تساؤلات حول جدوى ترشيح شخصيات من المجال الفني دون كفاءة تشريعية واضحة.

تشير معطيات دقيقة حصل عليها موقع “مغرب تايمز” إلى أن فاطمة خير، النائبة عن اللائحة الجهوية النسائية لحزب التجمع الوطني للأحرار بدائرة أنفا، لم تتجاوز طرح 20 سؤالاً شفوياً طوال خمس سنوات من ولايتها، بمعدل أربعة أسئلة سنوياً، فيما اقتصر رصيدها من الأسئلة الكتابية على ستة فقط، أي ما يعادل 0.3% من مجموع الأسئلة المطروحة في مجلس النواب، والتي تجاوزت عتبة 20 ألف سؤال.

ورغم موقعها في المكتب السياسي للحزب القائد للحكومة، إلا أن فاطمة خير ظلت غائبة عن معظم النقاشات التشريعية الأساسية. فآخر ظهور برلماني لها يعود إلى ديسمبر 2023، قبل أن تعود في يونيو 2025، في توقيت وصفه برلمانيون بـ”الاستباقي”، معتبرين أن هذه العودة “الموسمية” تعكس تحركاً انتخابياً أكثر من التزام برلماني.

مصدر فني مقرب عبّر عن خيبة أمل واسعة تجاه أداء فاطمة خير، مؤكداً أنها لم تحقق ما كان يُنتظر منها في ما يخص الدفاع عن الفنانين أو النهوض بأوضاعهم. وقال إن وجودها في البرلمان “لم يترك أثراً يُذكر”، ولم تُسجل لها أي تدخل جاد في لجان الثقافة أو أي مبادرة تعزز مكانة الفنان المغربي في المنظومة التشريعية.

واللافت أكثر، بحسب متابعين، أن أول مداخلة لها تحت قبة البرلمان كانت عاطفية ومؤثرة، تحدثت فيها عن هشاشة وضع الفنان مع نهاية مساره المهني، إلا أن هذه البداية الوجدانية لم تترجم لاحقاً بأي فعل سياسي أو رقابي، إذ لم تقدم أي مشروع قانون، ولم تنخرط في أي ورش برلماني يخص قطاع الثقافة أو الفن، رغم خبرتها المهنية المعروفة في المجالين.

أما في لجنة القطاعات الاجتماعية، التي كان يمكن أن تكون ميداناً طبيعياً لتفاعلها، فلم تُسجل لها أي مشاركة، وفق مصادر متطابقة من داخل البرلمان. أحد النواب أكد لـ”مغرب تايمز” أن خير لم تنخرط في أي تنسيق مع زملائها، ولم تبدِ اهتماماً حقيقياً بمطالب الفنانين، رغم أن موقعها السياسي منحها هامش تأثير لا يُستهان به.

في مايو الماضي، تصاعدت الانتقادات بعد مشاركة فاطمة خير في لقاء حزبي بمدينة الداخلة، حيث خصصت كلمتها بالكامل لمدح رئيس الحكومة عزيز أخنوش، مشيدة “بحكمته وحنكته”، مما أثار موجة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر عدد من المتتبعين أن هذا السلوك يؤكد انخراطها في أداء سياسي شكلي، بعيد عن جوهر التمثيل البرلماني الجاد.

ورغم أن التمثيل السياسي للفنانين كان يُعتبر خطوة لإيصال صوت فئة واسعة من الفاعلين الثقافيين، إلا أن تجربة فاطمة خير، كما تظهرها الأرقام، أعادت إشعال الجدل حول فعالية هذا النوع من الترشحات. ومع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية عام 2026، يبدو أن التقييمات الصارمة لأداء بعض النواب ستؤخذ بعين الاعتبار، ليس فقط من قبل الأحزاب، بل من الناخبين أنفسهم.

بهذا الأداء الضعيف، أصبحت فاطمة خير نموذجاً لحالة برلمانية لم تتجاوز حدود “التمثيل الرمزي”، في وقت تتعاظم فيه الحاجة إلى كفاءات قادرة على التأثير الفعلي، بدل الاكتفاء بالحضور الشكلي أو المناسباتي تحت قبة البرلمان.

المقال التالي