آخر الأخبار

بنكيران في مواجهة سياسية بأكادير ضد “ركوب” الأحرار على المشاريع الملكية

يحل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، مساء اليوم بمدينة أكادير، في إطار انعقاد المؤتمر الجهوي للحزب بجهة سوس ماسة.

ويأتي هذا اللقاء في سياق خاص، حيث يسعى بنكيران إلى إعادة ترميم البيت الداخلي لحزبه بعد الهزيمة الثقيلة التي تلقاها في انتخابات 2021، والتي خلّفت موجة من الغضب والاستياء في صفوف عدد من مناضلي الحزب الذين ما زالوا يعتبرون ما وقع انتكاسة غير مسبوقة في مسار الحزب السياسي.

ويهدف حضور بنكيران إلى التواصل المباشر مع القواعد الحزبية بالجهة، وشرح حيثيات المرحلة الماضية، ومحاولة احتواء التذمر الداخلي، وإعادة بناء جسور الثقة استعدادا للمواعيد الانتخابية المقبلة. كما يشكل المؤتمر مناسبة لإعادة لم الشمل، وتعبئة الطاقات الحزبية المتبقية في المنطقة، خصوصا أن الحزب فقد الكثير من وزنه الانتخابي والتنظيمي خلال السنوات الأخيرة.

من جهة أخرى، يكتسي حضور بنكيران في أكادير طابعا سياسيا إضافيا، بالنظر إلى ما تعرفه المدينة من تحولات عمرانية وتنموية في السنوات الأخيرة، وهو ما يحاول حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يرأس المجلس الجماعي، توظيفه سياسيا ونسبه إلى إنجازاته. غير أن معطيات الواقع تفيد بأن معظم هذه المشاريع الكبرى هي مشاريع ملكية تم إطلاقها من طرف الملك محمد السادس، وبدأ تنفيذها فعليا خلال فترة تسيير العدالة والتنمية لجماعة أكادير.

وقد أطلق الملك مجموعة من المشاريع التنموية بأكادير بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتربعه على العرش، بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين جودة الحياة في المدينة؛ من بين هذه المشاريع، برنامج التنمية الحضرية لأكادير الممتد بين سنتي 2020 و2024، والذي يسعى لتحويل المدينة إلى قطب اقتصادي وسياحي متكامل، بالإضافة إلى تدشين مدينة الابتكار سوس ماسة الموجهة لدعم المقاولات وتعزيز الدينامية الصناعية.

شملت هذه المشاريع أيضا إنجازات في مجالات الصحة والتعليم والشباب والرياضة والتجارة، إلى جانب تهيئة المنطقة السياحية بما في ذلك تأهيل كورنيش المدينة وإحداث مرافق جديدة، وكذا بناء مستشفى للأمراض النفسية يعكس اهتماما واضحا بتعزيز العرض الصحي المحلي؛ كما تم إطلاق أول خط للحافلات ذات جودة عالية لتحسين التنقل الحضري بين مختلف أحياء المدينة.

ينتظر أن يستثمر بنكيران كلمته خلال المؤتمر لتسليط الضوء على هذه المشاريع وتوضيح حقيقتها أمام مناضلي الحزب والرأي العام المحلي، في محاولة لكشف ما يعتبره الحزب حملة سياسية هدفها تضليل المواطنين ونسبة الفضل في إنجازات الدولة إلى حزب معين. كما يرتقب أن يعيد التأكيد على ضرورة التمييز بين العمل الحزبي والمبادرات الملكية التي تخدم الوطن والمواطنين بعيدا عن أي استغلال سياسي.

المقال التالي