تغير المناخ يضرب أفريقيا بشدة: درجات حرارة تقارب 50 مئوية وموجات حر قياسية

في دراسة عالمية حديثة، تبين أن القارة الأفريقية كانت من أكثر المناطق تضررًا من موجات الحر الشديدة بين ماي 2024 وماي 2025، حيث عانى نحو نصف سكان العالم – أي ما يقارب 4 مليارات نسمة – من 30 يومًا إضافيًا من درجات حرارة مرتفعة مقارنة بما اعتُبر طبيعيًا خلال الفترة ما بين 1991 و2020، وكان التأثير أشد وضوحًا في دول أفريقيا.
وخلصت الدراسة، التي أنجزتها منظمات دولية متخصصة في المناخ، إلى أن تغير المناخ أدى إلى تضاعف عدد موجات الحر في العالم، مساهماً في 67 حالة حر شديد، منها 14 حالة وقعت في أفريقيا وحدها، مسببة أضرارًا كبيرة في الأرواح والبنية التحتية والبيئة. كما كشفت أن درجات الحرارة في منطقة الساحل بلغت أحيانًا نحو 50 درجة مئوية، وارتفعت احتمالية حدوثها عشرة أضعاف بفعل تغير المناخ.
وسجلت دول أفريقية مثل بوروندي، وجزر القمر، والكونغو، وغانا، ورواندا، وغيرها، أكثر من 90 يومًا من درجات الحرارة الشديدة، تجاوزت في بعض المناطق أربعة أشهر متواصلة. وفي دجنبر 2024، شهدت القارة أشد موجة حر مرتبطة بالمناخ، إذ ارتفعت فرص حدوثها بما لا يقل عن 15 ضعفًا، وأثرت بشكل كبير على بلدان غرب ووسط أفريقيا.
وشهدت جنوب القارة أربع موجات حر قوية خلال عام 2024، اثنتان منها استمرتا خمسة أيام، بينما تكررت الظاهرة أيضًا في شمال القارة، مما يعكس اتساع نطاق التأثير.
وتحذر الدراسة من أن ارتفاع درجات الحرارة يشكل خطرًا متزايدًا على سكان أفريقيا، خصوصًا الفئات الهشة مثل كبار السن والأطفال. كما تؤكد على ضرورة تقديم دعم مالي وتقني للدول الأفريقية لتعزيز قدراتها على التكيف، وتشدد على أن وقف الاعتماد على الوقود الأحفوري هو السبيل الوحيد لتقليل وتيرة وحدة موجات الحر في المستقبل.
تعليقات