إصابة ثلاثة أشخاص بينهم أجنبي إثر انفجار لغم قرب بئر كندوز بالداخلة

وسط هدوء الصحراء الممتدة قرب مركز بئر كندوز، انقلبت تفاصيل يوم اعتيادي إلى مشهد مأساوي، بعدما انفجر لغم أرضي تحت سيارة رباعية الدفع كانت تقل ثلاثة رعاة في منطقة الصفية. الحادث، الذي وقع في وقت مبكر من صباح اليوم، أسفر عن إصابة خطيرة لأحد الرعاة، استدعت نقله بشكل عاجل إلى مستشفى الداخلة، في حين أصيب مرافقاه بجروح خفيفة، أحدهما من جنسية إفريقية جنوب الصحراء.
سرعان ما انتقلت عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي إلى المكان لتأمين محيط الانفجار وفتح تحقيق ميداني في ملابساته. ورغم سرعة التدخل، أعاد هذا الحادث طرح قضية الألغام المهملة التي لا تزال تشكل تهديداً مستمراً في بعض مناطق الجنوب، حيث يعيش السكان على وقع خطر دائم قد يتفجر في أية لحظة.
أحداث مماثلة تتكرر، رغم تعدد التحذيرات والحملات التحسيسية، ما يسلط الضوء على محدودية الإجراءات المتخذة في تطهير تلك المساحات الشاسعة من مخلفات الحروب والنزاعات. فمع كل انفجار جديد، يعود السؤال ذاته ليُطرح بإلحاح: هل تكفي الاستراتيجيات الحالية لحماية السكان المتنقلين في هذه المناطق الوعرة؟
وفي الوقت الذي تفتقر فيه مناطق مثل بئر كندوز إلى تغطية ميدانية كافية، يبدو أن جهود التطهير لا تزال دون المستوى المطلوب، سواء من حيث السرعة أو النجاعة، خاصة أن التنقل الرعوي يستمر بشكل يومي، ويشمل أحياناً عائلات بأكملها.
ما وقع بالصحراء اليوم ليس مجرد حادث عرضي، بل جرس إنذار يستوجب إعادة تقييم شاملة لسياسات الوقاية والتطهير، وربما وضع خطط استثنائية للحد من الخطر المتنامي. فالألغام لا تُميز ضحاياها، ولا تنتظر؛ والتحرك الفعّال وحده هو ما يمكن أن يمنع تكرار المأساة.
تعليقات