آخر الأخبار

بعد صرف الملايير على موازين …غياب التمويل يؤجل مهرجان الشعر بتطوان

أعلنت جمعية أصدقاء المعتمد بتطوان عن تأجيل الدورة السادسة والثلاثين من المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث، التي كان من المقرر تنظيمها بمدينة شفشاون ما بين 11 و13 يوليوز الجاري، بسبب غياب الدعم المؤسسي من الجهات المحلية والجهوية والمركزية، على الرغم من المراسلات المتكررة التي وجهتها الجمعية إلى الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الشباب والثقافة والتواصل.

وأوضحت الجمعية في بلاغ رسمي أن قرار التأجيل جاء بعد نقاش عميق داخل إدارة المهرجان، التي حمّلت المسؤولية للجهات الوصية، مشيرة إلى أن غياب الدعم المالي حال دون توفير الظروف الملائمة لتنظيم هذه التظاهرة الثقافية التي تُعد من أعرق المواعيد الشعرية بالمغرب، وتشكل واجهة إشعاعية لمدينة شفشاون منذ انطلاقها سنة 1965، حيث ساهمت في التعريف بالشعر المغربي الحديث وإغناء المشهد الأدبي الوطني والعربي.

وقد أثار قرار التأجيل ردود فعل واسعة في الأوساط الثقافية والإعلامية، عبّر خلالها العديد من المتابعين عن أسفهم لغياب إرادة رسمية حقيقية لدعم التظاهرات الهادفة التي تروم حماية الذوق العام وتثمين الإبداع الأدبي والفني الرفيع.
وفي المقابل، تساءل العديد من المعلقين عن المعايير المعتمدة في توزيع الدعم العمومي، موجهين انتقادات لاذعة للجهات التي تُغدق الأموال على مهرجانات ترفيهية كبرى تقدَّم فيها عروض لا ترقى إلى المستوى الثقافي الراقي، بل تستضيف في بعض الحالات فنانين يُظهرون في لقاءات مصورة وهم يدخنون الحشيش أو يتعاطون الخمر، ما يشكل قدوة سيئة لآلاف المتابعين من المراهقين ويهدد بتطبيع هذه السلوكيات في صفوف الناشئة.

وتساءل هؤلاء عن أسباب إهمال الفعاليات الجادة التي تشجع على الشعر والأدب والفكر، في وقت تُفتح فيه الأبواب على مصراعيها أمام مهرجانات ذات طابع تجاري واستهلاكي، لا تضيف شيئًا للوعي الجماعي أو للرصيد الثقافي المغربي؛ كما عبّر عدد من المهتمين عن قلقهم من هذا التوجه الذي قد يؤدي إلى طمس قيم الجمال والمعنى في المشهد الثقافي لصالح الترفيه السطحي.

من جهتها، أكدت جمعية أصدقاء المعتمد تمسكها بمواصلة تنظيم هذا التقليد الثقافي الوطني العريق فور توفر شروط الدعم والاحتضان، ودعت جمهور المهتمين بالشعر والفن والفكر إلى تفهّم أسباب التأجيل، على أمل تحديد موعد لاحق يليق بمكانة هذا الحدث الأدبي.

المقال التالي