الدراركة على وقع الصدمة.. اعتداء جنسي في وضح النهار يفتح جراح ذوي الاحتياجات الخاصة

رغم التقدم الذي أحرزته المجتمعات في مجال حقوق الإنسان، لا تزال فئة ذوي الاحتياجات الخاصة عرضةً لانتهاكات جسيمة، خاصة في غياب الرعاية الكافية واليقظة المجتمعية؛ من بين هذه الانتهاكات، تبرز الاعتداءات الجنسية كإحدى أخطر المظاهر المسكوت عنها، والتي غالبًا ما ترتكب في الخفاء، مستغلة ضعف الضحايا وعجزهم عن الدفاع عن أنفسهم.
حادث مؤلم وقع مؤخراً بمنطقة الدراركة، ضاحية أكادير، أعاد إلى الواجهة هذا الملف الثقيل؛ فقد تفجّرت موجة غضب بين الساكنة بعدما تم ضبط رجل سبعيني متلبساً بالاعتداء على شاب من ذوي الإعاقة داخل كوخ مهجور وسط حي سكني.
حسب مصادر إعلامية ، فإن الرجل المسن استدرج الشاب المقعد، الذي يعاني من إعاقات مزدوجة جسدية وذهنية، نحو كوخ خشبي يقع بمحاذاة الشارع العام، قبل أن يعمد إلى ارتكاب فعلته في وضح النهار، غير مبالٍ بالمارة ولا بحرمة الإنسان. الفعل الشنيع استنفر سكان الحي الذين تدخلوا لإيقاف المعتدي، قبل إبلاغ الدرك الملكي.
الوضع تطور بسرعة، إذ حلت دورية أمنية تابعة لمركز الدرك الملكي بالدراركة في وقت وجيز، وقامت باعتقال المشتبه فيه واقتياده للتحقيق، بينما جرى الاستماع لعائلة الضحية، التي عبّرت عن صدمتها وطالبت بإنزال أقصى العقوبات بحق الفاعل.
النيابة العامة بدورها تفاعلت مع الملف بصرامة، حيث قررت متابعة المعني بالأمر في حالة اعتقال، وأحالته على السجن المحلي بأيت ملول، على أن يمثل أمام القضاء خلال الأيام القليلة القادمة في أولى جلسات محاكمته.
الحادث أعاد النقاش حول غياب الحماية القانونية والرقابة الاجتماعية الكافية لهذه الفئة، وأثار تساؤلات عديدة حول دور المؤسسات العمومية والجمعيات في الوقاية من مثل هذه الجرائم، خصوصاً في المناطق شبه القروية حيث تقل وسائل الرعاية والتأطير. فإلى متى سيظل ذوو الاحتياجات الخاصة الحلقة الأضعف في منظومة الحماية الاجتماعية؟ ومن يملك الجرأة لفتح هذا الملف في عمقه بدل الاكتفاء بردود الفعل الظرفية؟
تعليقات