سكان القرى في سوس ماسة بدون مسابح: حر محرِق وخطر محدق

في جهة سوس ماسة، ومع بداية كل صيف، تتجدد معاناة سكان القرى والمداشر مع موجات الحرارة المرتفعة التي تتجاوز أحياناً 48 درجة مئوية، خصوصاً في مناطق كإقليم تارودانت الذي يعد من أكثر الأقاليم تضرراً من الظواهر المناخية الحارة.
وبينما ينعم أطفال المدن الكبرى و الصغرى بمسابح عمومية ومراكز ترفيهية مخصصة لفصل الصيف، يبقى أطفال القرى في عزلة تامة، يطاردون الماء في كل مكان، ولو في أماكن قد تكلّفهم حياتهم.
في ظل غياب تام للمسابح العمومية والبنيات التحتية الخاصة بالسباحة أو التبريد الجماعي، يلجأ الأطفال في قرى إقليم تارودانت إلى البحث عن بدائل محفوفة بالمخاطر، أبرزها صهاريج المياه البلاستيكية المنتشرة في الضيعات الفلاحية، أو المجاري المائية القريبة من السدود، وحتى الوديان التي تتحول في الصيف إلى ملاذ خطير لهؤلاء الأطفال؛ هذه الفضاءات، وإن بدت في ظاهرها ملاذاً من حر الشمس، فهي في الحقيقة تهدد سلامة الأطفال وقد تؤدي إلى كوارث إنسانية، كما حدث في السنوات الماضية حين أزهقت أرواح بريئة في حوادث غرق مأساوية.
ورغم خطورة هذه الوضعية، لا تزال الجهات المسؤولة تغض الطرف عن واقعٍ يعيشه آلاف الأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في مناطق مهمشة؛ التفاوتات المجالية بين القرى والمدن تظهر بجلاء في هذا المجال، فبينما تُبنى المسابح العامة والمراكز الصيفية في أحياء المدن، تظل القرى محرومة من أبسط شروط الترفيه والوقاية، وكأن حق الطفل في اللعب والاستجمام لا يشمل من يعيش في الهامش.
أمام هذا الوضع، تجد الجمعيات المحلية نفسها عاجزة عن التدخل، نظراً لضعف الموارد، في حين تبقى نداءات الساكنة مجرد صدى يتردد في صمت الصيف القاتل. ومع توالي السنوات وارتفاع درجات الحرارة بفعل التغيرات المناخية، تزداد الحاجة إلى حلول عملية تضمن لأطفال القرى حقهم في فضاءات آمنة للسباحة والاستجمام. فبناء مسابح جماعية صغيرة أو توفير مسابح متنقلة خلال الصيف، قد يكون حلاً بسيطاً لكنه كفيل بإنقاذ أرواح كثيرة من خطر الموت في أحواض مرتجلة لا تراعي شروط السلامة.
تعليقات