آخر الأخبار

5 سنوات سجناً للكاتب صنصال.. محكمة جزائرية تؤيد الحكم في قضية ‘المساس بالوحدة الوطنية

في قرار قضائي لا يخلو من الجدل، أيدت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية يوم الثلاثاء 1 يوليو 2025 الحكم الصادر بحق الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال بالسجن خمس سنوات. جاء هذا التأييد بعد ثلاثة أشهر من صدور الحكم الابتدائي في 27 مارس الماضي.

تتعلق القضية بتصريحات أدلى بها صنصال أكتوبر الماضي لوسيلة إعلام فرنسية يمينية تدعى “فرونتيير”، حيث تبنى فيها الرأي القائل بأن أجزاء من الأراضي المغربية تم اقتطاعها خلال الاستعمار الفرنسي وضمها إلى الجزائر. وقد اعتبرت المحكمة هذه التصريحات بمثابة “مساس بوحدة الوطن”.

لم يحضر صنصال، المقيم في فرنسا، جلسة الاستئناف، بينما مثلت عنه محامية حاولت الطعن في حيثيات الحكم دون جدوى. ويعد هذا الحكم النهائي بمثابة فصل جديد في سلسلة القضايا المماثلة التي شهدتها الجزائر مؤخراً ضد شخصيات إعلامية وفكرية.

من جهتها، أعربت منظمات حقوقية عن قلقها من تزايد وتيرة الملاحقات القضائية ضد المثقفين والصحافيين في الجزائر، معتبرة أن الحكم على صنصال يندرج ضمن “تقليص مساحات حرية التعبير”. بينما دافعت النيابة العامة عن القرار باعتباره “حماية للسيادة الوطنية”.

يذكر أن صنصال (54 عاماً) هو كاتب معروف بمواقفه الناقدة للأنظمة السياسية في المغرب العربي، وصدرت له عدة مؤلفات تثير الجدل حول التاريخ الاستعماري للمنطقة. ولا تزال إمكانية استئناف الحكم أمام المحكمة العليا قائمة، رغم أن الخبراء القانونيين يعتبرون ذلك غير مرجح.

هذا القضية تفتح مجدداً ملف حرية الرأي في المنطقة، في وقت تشهد فيه دول المغرب العربي توترات متصاعدة حول القضايا التاريخية والحدودية. وتأتي الأحكام الأخيرة لتؤكد حساسية الملفات المتعلقة بالهوية الوطنية في القضاء الجزائري.

المقال التالي