لماذا يدفع المغاربة أكثر؟ .. إرتفاع أسعار الوقود محليًا رغم انخفاض النفط دوليًا

في الأول من يوليو 2025، أعلنت شركات توزيع المحروقات في المغرب زيادة جديدة في الأسعار، حيث ارتفع سعر البنزين بـ40 سنتيماً للتر، والغازوال بـ30 سنتيماً، وذلك رغم تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية.
في الوقت الذي تشهد فيه بورصات النفط استقراراً نسبياً مع ارتفاع طفيف، يطرح السؤال: لماذا لا تنعكس هذه التقلصات العالمية على المستهلك المغربي؟ الجواب يكمن في آلية التسعير المعتمدة، والتي تعتمد على مخزون تم شراؤه بأسعار منخفضة سابقاً، مما يثير شكوكاً حول حقيقة هذه الزيادات.
وقد أثار رئيس مجلس المنافسة جدلاً بعد تقديمه تبريرات غامضة لعدم انعكاس الانخفاض العالمي على السوق المحلية. من جهتها، انتقدت الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول موقف المجلس، واعتبرته يفتقر إلى المصداقية والحياد، مشيرة إلى هيمنة خمس شركات كبرى على 70% من السوق، مما يقتل المنافسة ويحافظ على الأسعار مرتفعة.
كشفت الجبهة أيضاً عن ممارسات مثيرة للشك، مثل التنسيق بين الشركات في رفع الأسعار بشكل متزامن، وفرض شروط مجحفة على المحطات الصغيرة، مما يعزز الاحتكار. كما أشارت إلى إلغاء الدعم الحكومي دون توفير بدائل تحمي المواطنين والمقاولات من الارتفاع الصاروخي في التكاليف.
في ظل هذه الأوضاع، يبقى السؤال الأكبر: متى ستنخفض أسعار المحروقات في المغرب لتعكس الواقع العالمي؟ وما هي الضمانات التي يمكن أن تقدمها الحكومة لوقف استنزاف جيوب المواطنين؟ المشهد يبدو معقداً، والمواطنون ينتظرون إجابات واضحة بعد سنوات من الارتفاعات المتتالية.
تعليقات