غلاء الكراء اليومي في أكادير.. “فراقشية الصيف” ينهكون جيوب الزوار

مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتجه أنظار العديد من الأسر المغربية نحو مدينة أكادير، هرباً من لهيب الطقس، واستمتاعاً بنسيم المحيط وشواطئ المدينة. غير أن فرحة هؤلاء الزوار تصطدم بواقع مرير: أسعار الكراء اليومي التي بلغت مستويات صادمة تفوق بكثير القدرة الشرائية للأسر المتوسطة.
ففي سابقة أصبحت حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تفجّرت في الآونة الأخيرة أزمة جديدة أطلق عليها النشطاء اسم “فراقشية الكراء اليومي”، في إشارة إلى ظاهرة “الاحتكار” التي تمس مختلف القطاعات الحيوية، بدءاً من المحروقات والمواد الغذائية، مروراً بالماشية، وصولاً اليوم إلى قطاع الإيواء المؤقت.
مصادر محلية مطلعة كشفت أن سبب هذا الغلاء المفاجئ ليس ارتفاع الطلب فحسب، بل يعود بالأساس إلى تحكم عدد من السماسرة في سوق الكراء اليومي؛ هؤلاء السماسرة، أو “الفراقشية” كما يسميهم المواطنون، يعتمدون على خطة محكمة تقوم على استئجار عدد كبير من الشقق والمنازل في المدينة بأسعار معقولة لا تتجاوز غالباً 200 درهم لليلة الواحدة، مستغلين علاقاتهم أو تعاقداتهم المباشرة مع الملاك الأصليين.
بعد ذلك، يعيد هؤلاء “السماسرة” طرح نفس الشقق للكراء عبر منصات رقمية وصفحات فيسبوكية متخصصة، بأسعار خيالية تبدأ من 500 درهم، وقد تصل في بعض الحالات إلى 1000 أو حتى 1500 درهم لليلة الواحدة، خصوصاً في مناطق كـفونتي، صونابا، والهدى، ما يجعل تكلفة أسبوع واحد من الإقامة في المدينة تتجاوز ميزانية عطلة عائلة بأكملها.
هذا الوضع المقلق أثار موجة غضب واستياء في صفوف المواطنين، خصوصاً أن أغلب المتضررين هم من الطبقة المتوسطة التي تجد نفسها مجبرة على التخلي عن فكرة قضاء العطلة، أو البحث عن بدائل محدودة الجودة في الضواحي، بعيداً عن المرافق السياحية الأساسية.
وقد دعا فاعلون جمعويون ونشطاء محليون إلى ضرورة تدخل السلطات الوصية لتنظيم هذا القطاع ووضع حد لممارسات “فراقشية الكراء”، عبر آليات تأطير واضحة تحدد سقف الأسعار وتفرض شروطاً قانونية على الوسطاء، وذلك حمايةً للقدرة الشرائية للمواطنين، وضماناً لحق الجميع في الاستجمام داخل وطنهم.
ويبقى السؤال المطروح: إلى متى ستظل قطاعات حيوية في البلاد، رهينة لمزاج المضاربين والسماسرة، دون رقابة أو مساءلة؟ وهل يمكن الحديث عن سياحة للجميع في ظلّ ممارسات تجعل من البحر حلماً بعيد المنال لفقراء هذا الوطن؟
تعليقات