آخر الأخبار

“جواهر”.. صنف قمح مغربي جديد يتحدى الجفاف

في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي، أطلقت وزارة الفلاحة المغربية اليوم الاثنين صنفًا جديدًا من القمح الصلب يحمل اسم “جواهر”، مصممًا خصيصًا لمواجهة التحديات المناخية وندرة المياه. يأتي هذا الإطلاق ثمرة تعاون بين المعهد الوطني للبحث الزراعي والمركز الدولي للبحوث في المناطق الجافة (إيكاردا)، ضمن مشروع BOLD الممول من صندوق المحاصيل العالمي.

يعتمد الصنف الجديد على تقنيات تهجين متقدمة بين أصناف القمح التقليدية وأنواع برية تمتاز بقدرة فائقة على التكيف مع الظروف المناخية القاسية. بدأت التجارب الميدانية عام 2020 في ثلاث مناطق (الصويرة، تزنيت، آسفي)، حيث سجل إنتاجية وصلت إلى 15 قنطارًا للهكتار، متفوقًا بنسبة 50% على الأصناف التقليدية.

ولضمان وصول “جواهر” إلى المزارعين في أقرب وقت، منحته الوزارة ترخيصًا استثنائيًا لتسريع عملية إكثار البذور، مع تخطيط لبدء التسويق بحلول 2027. وتشارك في هذه العملية عدة جهات منها شركة سوناكوس والجمعية المغربية لمضاعفي البذور، تحت إشراف الفيدرالية الوطنية البيمهنية للبذور.

يؤكد الخبراء أن تطوير الصنف استغرق وقتًا قياسيًا لم يتجاوز أربع سنوات، بفضل الشراكات الفعالة والدعم المؤسساتي. ويشير الدكتور موحى فراحي، رئيس قسم التحسين الوراثي، إلى أن هذه المدة تقل بشكل ملحوظ عن الفترة المعتادة التي تتراوح بين 5 إلى 20 سنة لتطوير الأصناف الزراعية.

بينما يركز المشروع حاليًا على القمح، يدعو خبراء إلى توسيع نطاق البحث ليشمل محاصيل أخرى مثل الشعير والقطاني، مع التأكيد على أهمية تكييف الأصناف مع الخصائص المحلية لكل منطقة. ويبقى الهدف الأسمى تمكين الفلاحين، وخاصة الصغار منهم، من مواجهة التغيرات المناخية وضمان استدامة القطاع الزراعي.

يُمثل “جواهر” نموذجًا للابتكار الزراعي الذي يجمع بين البحث العلمي المتقدم والاحتياجات الميدانية للفلاحين، في مسعى لتحقيق الأمن الغذائي في ظل الظروف المناخية المتغيرة.

المقال التالي