بنكيران: الملك ليس إلهاً بل عبداً ونحن مع إمارة المؤمنين في إطار المعروف

في كلمته خلال المؤتمر الجهوي السابع لجهة الدار البيضاء-سطات يوم 29 يونيو 2025، أثار عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، جدلاً بتفصيله العلاقة بين الملكية والدستور في المغرب. وأكد أن الملكية “أمر استراتيجي غير قابل للمساءلة”، لكنه ميّز بين الولاء للمؤسسة والانخراط في حوار حول الصلاحيات، مشيراً إلى أن الدستور والشريعة هما الإطار الحاكم.
وقال بنكيران: “الملك ليس إلهاً، بل عبداً لله”، مستذكراً تقاليد المشورة في الحكم الإسلامي، حيث كان الأمراء يستمعون إلى نصائح “المخازنية”. وكشف عن رسالة من الملك محمد السادس رداً على انتقاد الحزب لعبارة “الملك شخص مقدس” في الدستور، جاء فيها: “القداسة لله وحده، وأنا ملك مواطن”، مؤكداً أن العبارة مستوحاة من السياق الأوروبي.
وأوضح زعيم “البيجيدي” أن ولاء حزبه للملك “ليس مطلقاً”، بل يخضع لضوابط الشرع والدستور، قائلاً: “نحن مع إمارة المؤمنين في إطار المعروف، وليس بطريقة عشوائية”. وانتقد من يستخدمون اسم الملك “كورقة قمعية” لإسكات النقاش، متهماً بعض النافذين بـ”رفع شعار ‘قف’ كلما تمت مناقشة قضايا حساسة”.
بدا بنكيران حاسماً في مواجهة ما وصفه بـ”المزايدين”، قائلاً: “إذا كان الملك قد أوصاك بشيء مباشر، فقلها لنا.. وإذا لم تكن مخالفة للشرع، فلن نعترض”. وجاءت تصريحاته لترسم خطاً فاصلاً بين الولاء المؤسساتي والمساءلة السياسية، في وقت تشهد فيه الساحة جدلاً حول حدود الحريات في ظل النظام الملكي.
يُذكر أن كلمة بنكيران جاءت ضمن فعاليات مؤتمر حزبي، لكن صداها تجاوز القاعة، لتعيد إشعال النقاش حول طبيعة العلاقة بين الأحزاب والمؤسسة الملكية، ومدى قبول الخطاب النقدي في الفضاء العام.
تعليقات