آخر الأخبار

وفاة الطفلة عائشة في مسبح مارينا تثير صدمة وغضباً في أكادير

شهدت مدينة أكادير، مساء أمس، حادثة مأساوية خلفت صدمة في نفوس سكانها، بعد غرق طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات داخل المسبح الخاص بمارينا أكادير، المملوك لرئيس جماعة المدينة عزيز أخنوش.

تعود تفاصيل الحادثة المؤلمة، حسب ما استقته “مغرب تايمز”، إلى قرار أب يقطن بمنطقة أورير اصطحاب طفلتيه إلى المسبح الخاص بمارينا، بحثاً عن بعض الانتعاش بعد يوم حار، في فضاء يُفترض أنه يوفر أعلى معايير السلامة، بالنظر إلى تكلفته المرتفعة وشهرته كمكان آمن ومراقب.

لكن ما بدأ كيوم ترفيهي، تحول إلى كابوس حقيقي. فبعد أن ترك الأب ابنتيه بالمسبح وغادر في اطمئنان على أن تعودا سالمتين، تلقى بعد ساعات اتصالاً من إدارة المسبح تعلمه بأن ابنته الصغرى “عائشة” فقدت الوعي وتم نقلها إلى مستشفى الحسن الثاني.

هرع الأب إلى المستشفى، مذعوراً، ليُصدم بخبر وفاة طفلته؛ غير أن الصدمة الأكبر، حسب ما رواه في تصريحه، جاءت عندما أخبره رجال الوقاية المدنية بأن الطفلة كانت قد فارقت الحياة داخل المسبح قبل وصولها إلى المستشفى، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام.

لماذا إذن تم نقل جثة طفلة متوفاة عبر سيارة إسعاف وليس عبر سيارة لنقل الأموات كما يقتضي البروتوكول؟ ولماذا لم يُفتح تحقيق في الحين، مع استدعاء عناصر الأمن الوطني لمعاينة الحادث؟ أسئلة تضاعف الشعور بالحيف، خاصة أن الأب أكد أن إدارة المسبح لم تتواصل معه بعد، لا لتقديم تعازٍ، ولا لمواساة.

ووفق شهود عيان، فإن المنقذين الذين كانوا بالمكان لم يبدوا كفاءة كافية، وعجزوا عن التدخل في الوقت المناسب، مشيرين إلى نقص في التجهيزات الخاصة بالإنقاذ، وغياب أدوات تقديم الإسعافات الأولية.

المأساة التي هزت مدينة أكادير أعادت إلى الواجهة النقاش حول مدى احترام الفضاءات الخاصة لمعايير السلامة، خاصة تلك التي يُفترض أنها “راقية” وتحظى بثقة الأسر، وأثارت غضباً عارماً في الأوساط المحلية وعلى منصات التواصل.

الأب، في ظل هذا الصمت الإداري، أكد عزمه متابعة إدارة المسبح قضائياً، مطالباً بفتح تحقيق شفاف من طرف النيابة العامة لتحديد المسؤوليات.

وفي انتظار ذلك، تبقى روح الطفلة عائشة شاهدة على إهمال قاتل، دفع ثمنه أغلى ما يمكن أن يُفقد: حياة بريئة.

المقال التالي