القليعة :شجار يعيد إلى الواجهة أوضاع المهاجرين غير النظاميين وسط مطالب بإيجاد حلول شاملة

شهدت مدينة القليعة، التابعة لعمالة إنزكان أيت ملول، مساء أمس، شجارا عنيفا بين مجموعة من المواطنين المغاربة ومهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، أسفر عن إصابة اثنين من المهاجرين بجروح بليغة، بعدما اضطرا إلى القفز من الطابق الأول لأحد المنازل هرباً من العنف، ما تسبب في تعرضهما لكسور متفاوتة الخطورة.

وبحسب مصادر مطلعة ،فقد اندلع الشجار نتيجة خلاف بسيط تطور إلى مواجهات جسدية، استدعت تدخلا سريعا لعناصر الدرك الملكي التي تمكنت من توقيف شخصين من بين المشتبه فيهم، في حين نُقل المصابان إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.

وتُعرف القليعة بانتشار واسع للمهاجرين غير النظاميين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، حيث يستقر العديد منهم في انتظار فرصة للهجرة نحو الضفة الأوروبية ،و يشتغل جزء كبير منهم في الضيعات الفلاحية المنتشرة بالمنطقة، فيما يلجأ البعض الآخر إلى امتهان التسول في الشوارع والمدارات، في مشهد بات مألوفاً في عدد من أحياء المدينة.

ويعيش هؤلاء المهاجرون في ظروف اجتماعية هشّة داخل منازل مكتراة بشكل جماعي، تفتقر لأدنى شروط السلامة والكرامة، ما يزيد من احتمالات الاحتكاك مع الساكنة المحلية، ويطرح تحديات أمنية واجتماعية متزايدة.

هذا، و يطالب فاعلون جمعويون وحقوقيون السلطات المحلية والمركزية بالتدخل العاجل لمعالجة هذا الملف من جذوره، عبر مقاربة إنسانية وتنموية تُراعي حقوق المهاجرين، وتحفظ في الوقت ذاته أمن واستقرار الأحياء، تفادياً لتحول الظاهرة إلى مصدر دائم للتوتر في مدينة تعرف نموا ديمغرافيا متسارعا .