50كيلوغراماً من المعاناة.. برلماني يطالب بتخفيف وزن أكياس الإسمنت لحماية عمال البناء

تساؤلات برلمانية جديدة تثير قضية الأوزان الثقيلة لأكياس الإسمنت في المغرب، حيث تقدم اليوم الخميس النائب مولاي المهدي الفاطمي من الفريق الاشتراكي باستجواب رسمي لوزير الصناعة والتجارة. يأتي هذا التحرك في محاولة لإيجاد حلول لمعاناة عمال البناء الذين يعانون من حمل أوزان تصل إلى 50 كيلوغراماً بشكل يومي.
أبرز الاستجواب البرلماني أن وزن كيس الإسمنت المغربي ظل ثابتاً منذ عقود دون أي تعديل، رغم التطورات التكنولوجية في القطاع. وأشار النائب إلى الآثار الصحية الخطيرة لهذه الممارسة، التي تسبب أمراضاً مزمنة في الظهر والمفاصل للعمال، خاصة مع غياب معدات الرفع الحديثة في معظم الورشات.
المقارنة الدولية كانت حاضرة في الاستجواب، حيث أشار الفاطمي إلى أن العديد من الدول تتبنى أكياساً أخف وزناً (25 كيلوغراماً)، مما يقلل من المخاطر الصحية للعمال. وتساءل عن أسباب تأخر المغرب في تبني هذه المعايير الإنسانية البسيطة.
الاستجواب تناول أيضاً مسؤولية المقاولات في توفير معدات الرفع الآلية، بدلاً من تحميل العمال أعباء جسدية فوق طاقتهم. وطالب النائب بخطوات عملية لتعديل التشريعات المنظمة للقطاع، بما يضمن حماية أفضل للعمال.
هذه المبادرة البرلمانية تفتح النقاش حول ظروف عمل فئة مهمشة، رغم دورها الأساسي في عملية البناء والتشييد. وتأتي في سياق المطالبات المتزايدة بتحسين الظروف الصحية والسلامة المهنية في قطاع البناء.
يُنتظر أن تثير هذه القضية ردود فعل واسعة، خاصة أنها تتعلق بصحة وسلامة آلاف العمال الذين يعملون في ظروف صعبة، بينما الحلول التقنية موجودة ولا تحتاج سوى إرادة حقيقية للتطبيق.
تعليقات