الضمير المُعلن للبيع.. أخنوش وإمبراطورية تلميع الفشل

حملت كلمة عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، خلال جولته التواصلية “مسار الإنجازات” في أكادير، كل سمات الدعاية السياسية، لكنها افتقرت إلى أي نتائج ملموسة على أرض الواقع. خلف الأضواء الكاشفة والخطابات المعدة سلفاً، يطفو سؤال جوهري: هل يمتلك أخنوش بالفعل مقومات القيادة، أم أنه رهين فقاعة من صنع مستشاريه وإعلامه؟
يتحكم رئيس الحكومة في شبكة إعلامية واسعة النفوذ، لكنها تختلف جوهرياً عن وسائل الإعلام الحقيقية: فهي لا تنقل الحقائق، بل تردد فقط ما يملى عليها. يكفي توجيه من قِبَله لتتهاوى مزاعم “الاستقلالية” كما تتهاوى أوراق الخريف. هذه الهيمنة الإعلامية لم تحل دون تفاقم المشاكل، بل حولت الأخبار إلى عرض هزلي بلا محتوى.
يحيط بأخنوش عدد غير مسبوق من المستشارين، كل منهم يقدم “نصائح ذهبية” مصممة بعناية لتجنب إثارة غضب الرئيس. لكن النصيحة الحقيقية ليست عجينةً تُشكل حسب الرغبات، بل هي انعكاس صادق للواقع – انعكاس يحاولون تلميعه بينما الحقيقة تنهار خلفه.
يمتلك الرجل المال والسلطة ووسائل الإعلام، لكنه يفتقد العنصر الأساسي: الرؤية الاستراتيجية. منذ توليه المنصب، توالت أخطاؤه في ظل دائرة مغلقة من المستشارين الذين يخشون قول الحق. وعندما تفجر غضب الشارع، لم يجد بداً من اللجوء إلى نظرية المؤامرة.
الأكثر إثارة للدهشة أن محاولات التجميل الإعلامي تتخطى كل حدود المعقولية، وكما يتهكم الكاتب، قد تصل إلى حد اتهام قوى خفية. هذا يذكرنا بمقولة أحد المقربين منه: “أنت قائد كبير محاط بعقول صغيرة”، لكن السؤال المحوري: هل القائد الحكيم حقاً من يختار المحيطين الضعفاء؟
الحقيقة المرة أن أخنوش يمتلك كل أدوات القوة إلا الأهم: الكفاءة في إدارة الأزمات. عندما يعيش القائد في عزلة عن الآراء الصادقة، تتحول القرارات إلى أوهام تُقدم على أنها حلول. والنتيجة النهائية؟ حكومة عاجزة تترنح بين زيف الإعلام وواقع متدهور، بينما ينشغل مستشاروها بصياغة تبريرات جديدة لن تغير شيئاً من جوهر الأزمة.
تعليقات