المغاربة يفضلون العمل عن بعد رغم التحديات التقنية

كشف رأي صادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن نسبة 72% من المغاربة مستعدون لاعتماد نمط العمل عن بعد، الذي أصبح جزءاً من بيئة الشغل بعد جائحة كوفيد-19، خصوصاً في المقاولات التي تبنت صيغة هجينة تجمع بين العمل الحضوري والعمل عن بعد. وجاء هذا المعطى ضمن رأي حول “الأشكال اللانمطية للتشغيل والعلاقات المهنية”، بناءً على نتائج استشارة رقمية عبر منصة “أشارك”، حيث أشار 61% من المشاركين إلى أنهم خاضوا تجربة العمل عن بعد، وعبّر معظمهم عن استعدادهم لمواصلة العمل بهذا الأسلوب.
وتطرّق المجلس إلى تجربة الإدارة العمومية في هذا المجال، مشيراً إلى دراسة أنجزت لتقييم أداء الموظفين أثناء الجائحة. وقد أبدى 78% من المسؤولين دعمهم لإدماج أنماط عمل جديدة، في حين رأى 56% من الموظفين أن التجربة كانت إيجابية، موفّرة لهم مرونة وربحاً في وقت التنقل. ومع ذلك، واجهت التجربة صعوبات، أبرزها ضعف التجهيزات التقنية ورداءة الاتصال بالإنترنت، إذ فقط 30% من الموظفين صرّحوا بامتلاكهم لربط جيد بالشبكة.
وفي ضوء هذه المعطيات، دعا المجلس إلى ضرورة تحيين الترسانة القانونية لتشمل العمل عن بعد، وتكييف مقتضيات مدونة الشغل، خاصة المادة 8، بما يضمن حقوق العاملين عن بعد. كما شدد على أهمية تأهيل البنيات التحتية والتكنولوجية داخل الإدارات، لتأطير هذا النمط ضمن سياسات التشغيل الرسمية. واعتبر المجلس أن صعود هذا الشكل الجديد من الشغل يمثل فرصة لتحفيز الاستثمار وخلق مناصب شغل جديدة، خصوصاً لفائدة الشباب والنساء، في سياق التحول الرقمي المتسارع الذي يعرفه سوق الشغل وطنياً وعالمياً.
تعليقات