تكريم الناخب الوطني وليد الركراكي في مؤتمر المدربين الدولي بمدريد.. اعتراف إسباني بالخبرة المغربية

حظي وليد الركراكي، مدرب منتخب “أسود الأطلس”، بتكريم لافت من الاتحاد الإسباني لكرة القدم اليوم السبت، الدعوة التي تلقاها لإلقاء محاضرة كروية إلى جانب نظيره الإسباني لويس دي لا فوينتي، لم تكن مجرد حدث احتفالي، بل تحولت إلى جلسة استراتيجية كشفت تفاصيل دقيقة عن الخطة التي أطاحت بإسبانيا في مونديال قطر 2022.
على هامش حفل تخرج مدربين إسبان جدد، استعرض الركراكي التحول الاستثنائي لأسلوب الفريق المغربي، من التركيز على الدفاع المحكم إلى تبني فلسفة الاستحواذ المستوحاة من المدارس الكروية الراقية. المحاضرة سلطت الضوء على التكتيكات التي قادت المغرب – رابع المونديال – لتخطي عقبة “لاروخا” بركلات الترجيح، في مباراة لا تزال محفورة في ذاكرة المشجعين.
الحوار بين الركراكي ودي لا فوينتي تجاوز تحليل الماضي إلى استشراف المستقبل، حيث تبادلا الرؤى حول طموح المغرب لتكرار السيناريو الإسباني الذي جمع بين التألق القاري والعالمي. حديث المدرب المغربي عن هدف التتويج بكأس أمم إفريقيا المقبلة لم يبدُ ضرباً من الخيال، بل استمراراً منطقياً لمسيرة بدأت بإنجاز تاريخي في الدوحة.
الندوة التي جمعت نخبة من خبراء التدريب، بما فيهم غوستافو ألفارو المدرب السابق للإكوادور، وخبير اللياقة بروفي أورتيغا، تحولت إلى منصة للاعتراف بالخبرة المغربية. لم يكن تكريم الركراكي مجرد إجراء بروتوكولي، بل تأكيداً على أن الإنجازات الكروية لم تعد حكراً على الدول التقليدية، وأن فلسفة “أسود الأطلس” صارت مادة دراسية تستحق التحليل في معاقل كرة القدم العريقة.
هذا التكريم يضع علامة استفهام كبيرة: هل نشهد ميلاد مدرسة مغربية جديدة في عالم التدريب؟ الأكيد أن الركراكي، من خلال هذه المحاضرة، لم يقتصر على شرح الماضي، بل رسم خريطة طريق قد تقود الكرة الأفريقية إلى عهد غير مسبوق. السؤال الآن: هل ستحذو المنتخبات الأخرى حذو المغرب في تحويل الدروس النظرية إلى انتصارات ميدانية؟
تعليقات