أبو زيد تحذر من انتخابات تُدار بالقفف وتُزيَّن بالمونديال ويُحرّكها المؤثرون

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الثانية عشرة، عادت القيادية في حزب الاتحاد الاشتراكي حسناء أبو زيد، المعروفة بانتقاداتها اللاذعة لإدريس لشكر وطريقة تسييره للحزب، إلى واجهة النقاش السياسي بتدوينة قوية تسائل فيها مصير العملية الانتخابية ومآلات الفعل الديمقراطي في ظل غياب التأطير السياسي، وتغوّل المال والإثارة الرقمية على حساب القيم والمؤسسات.
أبو زيد ترى -حسب مقال نشرته على صفحتها الخاصة بموقع فيسبوك عنونته ب: “بحياتك يا ولدي :قفة.. مونديال.. او يوتبرز- أن أبرز ما سيحكم سلوك الناخبين هو ما أسمته بثلاثية “القفة، المونديال، واليوتوبرز”، وهي مؤثرات شعبوية تُغيب الوعي السياسي وتكرّس التبعية والاستلاب. فـ”القفة”، بحسبها، لم تعد مجرّد دعم اجتماعي، بل تحولت إلى أداة انتخابية فاعلة تُستغل لشراء الولاءات في ظل توسع دوائر الهشاشة الناتجة عن فشل السياسات العمومية في قطاعات حيوية كالصحة والتعليم والسكن.
أما الحماس الرسمي لاستضافة المغرب لكأس العالم، فتعتبره أبو زيد عنواناً مضللاً لحكومة “المونديال”، يُستعمل لتجميل صورة السلطة وصرف الأنظار عن أزمات الثقة والانتماء. وتنتقد ما تصفه بالإنفاق الضخم غير المؤطر بمشروع وطني حقيقي، قيمي وثقافي، قادر على استثمار الحدث في تجديد علاقة الشباب بالدولة والمؤسسات، لا في تغذية مظاهر الزينة والتسويق السطحي.
وفي جانب ثالث لا يقل خطورة، تهاجم أبو زيد ظاهرة صناع المحتوى الرقمي الذين استباحوا الفضاء العمومي دون وعي سياسي أو مرجعية فكرية، مؤكدة أن “التأطير اليوتوبرزي” أصبح يخلق شرعيات بديلة تُزاحم الكفاءات والنخب الحقيقية، وتؤثر بعمق على خيارات الناخبين وتوجهاتهم، في ظل غياب شبه تام للتأطير الحزبي والمعرفي المسؤول.
وترى أبو زيد أن كل هذه المؤشرات تدل على عجز بنيوي للانتخابات المقبلة عن إحداث التغيير المنشود، ما لم يتم فتح ورش إصلاحي عميق يبدأ من مراجعة القوانين الانتخابية، وتطهير المشهد من الفساد والزبونية، وفرض شروط صارمة على أهلية الترشح لضمان عودة الأمل إلى الشباب، وترميم حضن وطن أضحى يضيق بأبنائه ويُحاصر طموحاتهم.
تعليقات