عمور تسوّق “إنجاز” 7.2 مليون سائح.. وخبير يكشف لـ”مغرب تايمز” تفاصيل غير معلنة

سجل المغرب وصول 7.2 مليون سائح خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، بزيادة 22% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ونمو بنسبة 68% عن عام 2019 (مرجع ما قبل الجائحة). هذه الأرقام التي تروج لها وزارة السياحة تخفي واقعاً أكثر تعقيداً للقطاع.
في تصريح خاص لـ”مغرب تايمز”، أوضح الزوبير بوحوت، الخبير السياحي ومحلل الأسواق: “استقبل المغرب 7.2 مليون زائر حتى نهاية مايو 2025، وهو رقم إيجابي يعكس استمرار الانتعاش منذ بداية السنة”. مشيراً إلى أن “الزيادة الشهرية تجاوزت 20% باستثناء مارس (17%) بسبب رمضان”.
لكنه كشف تفاصيل غابت عن البيانات الرسمية: “الرقم لا يميز بين السياح الأجانب والمغاربة المقيمين بالخارج، الذين يشكلون 48% إلى 50% من إجمالي الوافدين (نحو 3.5 مليون)”. مؤكداً أن “مساهمتهم في قطاع الإيواء ضئيلة، إذ لم تتجاوز ليالي مبيتهم 150 ألف ليلة عام 2024”.
الأرقام تكشف اختلالاً صارخاً: فحتى نهاية أبريل 2025، بلغ عدد الوافدين 5.7 مليون (+20%)، بينما ارتفعت ليالي المبيت 16% فقط، وزادت إيرادات العملة الصعبة 7.5% فقط. هذه الفجوة لم تُذكر في تصريحات الوزارة.
رغم ذلك، يتوقع بوحوت موسم صيف قوي: “مع عملية ‘مرحبا’، قد يقترب العدد الإجمالي من 16 مليون زائر بنهاية الصيف، والعامي من 21 مليون”. محذراً من أن “ليالي المبيت والإيرادات لن تنمو بنفس الوتيرة”.
المعضلة الأبرز تظهر في تراجع السياحة الداخلية بنسبة 1% عام 2024 رغم النمو الدولي. يعلق الخبير: “في الدول المتقدمة، تمثل السياحة الداخلية 80% من النشاط، بينما تتطلب تحقيق هذا التوازن في المغرب سياسات طويلة المدى”.
هذه التحديات تتجسد في مدن مثل مراكش وأكادير، حيث تعاني البنية التحتية من اختلالات مزمنة في النقل والإيواء، وتتفاقم الفجوة بين الأسعار المرتفعة وجودة الخدمات المتدنية.
السؤال الجوهري: هل تعكس هذه الأرقام القياسية نجاعة القطاع؟
فالنجاح السياحي الحقيقي يُقاس بقدرة الزوار على تنشيط الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل دائمة. ورغم الزخم العالمي الذي حققه المغرب بعد كأس العالم قطر 2022، تظل الحاجة ملحة لرؤية استراتيجية تعالج الفجوة بين الكم والجودة. فالأرقام وحدها قد تزيّن الواجهة، لكنها لا تخبر القصة كاملة.
تعليقات