الفساد العابر للحدود: حسابات بنكية في المغرب ضمن تحقيقات مالية بإسبانيا

في تطور مثير لقضية الفساد التي تهز أركان الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، كشفت تحقيقات السلطات الإسبانية عن تورط قيادات بارزة بالحزب، من بينهم أمين التنظيم المستقيل سانتوس سيردان، في شبكة معقدة من الرشاوى والصفقات المشبوهة امتدت إلى تسع دول، بينها المغرب.
ووفقًا لتحقيقات وحدة الجرائم المركزية التابعة للحرس المدني الإسباني، تبين أن أموالًا غير مشروعة مرتبطة بهذه الشبكة تم إيداعها في أكثر من 400 حساب بنكي تابع لـ 35 مؤسسة مصرفية حول العالم. من بين هذه الحسابات، حساب في بنك “Bank Of Africa Europe” التابع لمجموعة “بنك إفريقيا” المغربية، وهو ما يضع المغرب ضمن قائمة الدول التي استُخدمت بنوكها لنقل أو إيداع الأموال المشبوهة.
صحيفة “إل إنديبينديينتي” الإسبانية أوضحت أن الأموال توزعت أيضًا على حسابات في الولايات المتحدة، البرازيل، والإكوادور، وتخضع حاليًا لتتبع دقيق من طرف السلطات المختصة، التي تسعى لتحديد طبيعة المعاملات وأطرافها.
المبالغ محل الشبهات وُجهت إلى سانتوس سيردان، وسلفه وزير النقل السابق خوسي لويس أبالوس، إلى جانب مستشاره كولدو غارسيا، في إطار ما وصفته التحقيقات بالتلاعب في صفقات عمومية لوزارة النقل الإسبانية. وقد أمرت المحكمة العليا بفتح تحقيق رسمي بناءً على هذه المعطيات.
كما ركز التحقيق على حسابات في البرازيل والإكوادور، بينها خمسة حسابات بارزة، اثنان منها تعودان لشركة “أكسيونا”، التي تُعتبر لاعبًا أساسيًا في هذه الشبكة، بالإضافة إلى حسابات تابعة لرجلي الأعمال دانييل فرنانديز مينينديز وخوسي روث. الأخير، الذي يملك أيضًا حسابًا في بنك “بنك إفريقيا أوروبا”، يُشتبه في أنه تلقى مشاريع عمومية بطرق ملتوية، بعد تدخل مباشر من المستشار كولدو.
وحسب ذات المصدر، فقد كشفت محادثات هاتفية مشفرة أن كولدو غارسيا مارس ضغطًا على المديرة السابقة لشركة السكك الحديدية الإسبانية “Adif”، إيزابيل باردو دي فيرا، لتسهيل منح صفقة إلى شركة يملكها رجل الأعمال خوسي روث. وبعد أسابيع من تلك المحادثة، حصلت شركة تابعة له بالفعل على صفقة بقيمة 592 ألف يورو، عبر مسار سريع أثار انتقادات واسعة.
تقرير الحرس المدني حول هذه الفضيحة هز الرأي العام الإسباني، ودفع عدداً من أحزاب المعارضة إلى مطالبة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة، وسط تصاعد الغضب الشعبي من تكرار فضائح الفساد في أعلى هرم السلطة.
تعليقات