آخر الأخبار

لشگر يخترع “صحافة البروتوكول”: لي بغا تصريح يعيط للكاتبة وكنهضر غي مع المدراء

في واقعة مثيرة للسخرية ومحبطة في الآن ذاته، اصطدم موقع مغرب تايمز اليوم بجدار من التعالي والتكبر، حينما حاول أحد صحفييه الشباب التواصل مع الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، من أجل تصريح صحفي بسيط، ليفاجأ برد لا يمت بصلة لا للأدبيات السياسية ولا لأخلاقيات التواصل، فضلاً عن احترام مهنة الصحافة.

الصحفي الشاب الذي اتصل بلشكر، لم يكن يتوقع أن يتحول طلبه المهني إلى لحظة استعلاء وازدراء، إذ رد عليه الزعيم الحزبي بطريقة تفتقد إلى اللباقة، قائلاً إن “عليه أن يكون مدير الموقع ليُسمح له بمخاطبته”! وكأن لشكر بصدد توزيع تصاريحٍ حسب الرتب والدرجات، لا حسب الكفاءة والمهنية.

الأدهى من ذلك، أن لشكر تساءل – باستغراب مصطنع – إن كان الصحفي الشاب يتجرأ على الاتصال بعزيز أخنوش! ثم أردف ساخرًا: “ولا كتَحگرو غير على المعارضة؟”، في مقارنة غريبة تعكس خللًا في فهم العمل الصحفي أولًا، والعمل السياسي ثانيًا. فهل يرى لشكر نفسه فعلاً أقل شأنًا من رئيس الحكومة حتى يقيس الأمور بمسطرة الغُبن السياسي؟

وإن كان كذلك، فهل هذا تبرير للتعالي على الصحفيين الشباب؟ ثم هل صار من حق الزعماء الحزبيين أن يختاروا من يتحدث إليهم ومن لا، وكأننا في مسرحية عبثية اسمها “الزعيم لا يُخاطب إلا من علِم المقام والمقال”؟

لشكر لم يكتفِ بالرفض، بل أضاف عبارة تنم عن تهديد مبطن: “لا تتجرأ مرة أخرى وتتصل بي، كي لا تتعرض للإحراج”! وكأن الصحفي ارتكب جريمة الاتصال بشخصية عمومية يُفترض أن تكون في خدمة الرأي العام والصحافة الحرة، لا في برج عاجي لا يُطرق بابه إلا بتأشيرة من السكرتيرة.

هذه الحادثة المؤسفة تطرح سؤالاً عريضًا عن نظرة بعض الساسة المغاربة لمهنة الصحافة، خصوصًا حين تصدر من شخصية تمثل – نظريًا – المعارضة، أي الطرف الذي يُفترض فيه أن يكون أكثر انفتاحًا وتواصلاً وقربًا من الناس ومن الإعلام.

أما الصحفيون الشباب، فهم ليسوا موظفين في “شركة التواصل” التابعة للسيد لشكر، بل يمارسون مهنتهم بكل احترام وأخلاق، واعتادوا أن يتواصلوا مع وزراء ومسؤولين وأمناء عامين، دون أن يُطلب منهم إثبات هويتهم الوظيفية أو إرسال “المدير” أولاً.

في النهاية، يبدو أن إدريس لشكر لا يعاني فقط من أزمة تواصل، بل من أزمة فهم عميق لطبيعة الديمقراطية والوظيفة التمثيلية التي يحملها، إذ لا يحق له أن يمنّ على الصحفيين بتصريح، ولا أن يملي شروط التواصل، ولا أن يُهين من يمثلون سلطةً رابعة تُراقب وتُسائل وتُحاسب.

نصيحة أخيرة للسيد لشكر: ربما حان الوقت لتحديث نظرتك للإعلام، فزمن “الزعيم الذي لا يُسأل” انتهى.

المقال التالي