هيئة أطباء الأسنان تحذر: محلات ”رمّامات الأسنان” غير المرخصة تعرّض حياة المغاربة للخطر

أصدرت هيئة أطباء الأسنان الوطنية تحذيراً صارخاً من انتشار محلات طب الأسنان غير المرخصة التي تمارس أنشطتها بشكل غير قانوني، محوّلةً صحة المواطنين إلى لعبة رخيصة الثمن باهظة التكلفة.

في بيان رسمي توصل به “مغرب تايمز”، كشفت الهيئة عن تجاوزات خطيرة لمحلات تصنيع التعويضات السنية (الرمّامات) التي تحولت إلى عيادات سرية تقدم علاجات كاملة دون أي ترخيص أو تأهيل طبي. هذه “العيادات الخفية” تعمل في ظروف صحية كارثية، باستخدام معدات غير معقمة ومواد طبية منتهية الصلاحية.

اللافت في التحذير الرسمي إشارة الهيئة إلى تسجيل حالات وفيات فعلية نتيجة هذه الممارسات، حيث أفاد البيان: “تم توثيق حالات تسمم من مواد تخدير مغشوشة، وإصابات بأمراض معدية خطيرة، وتشوهات دائمة في الفكين والأسنان”. وأكدت الهيئة أن إقليم الناظور يعد من أكثر المناطق تأثراً بهذه الظاهرة، مع وجود أربع محلات غير مرخصة في جماعة أركمان وحدها.

في تفاصيل أكثر إثارة للقلق، أوضحت الهيئة أن هذه المحلات تروج لخدماتها بأسعار زهيدة تجذب المواطنين غير القادرين على تحمل تكاليف العيادات المرخصة، لكنها في الواقع تقدم “علاجات” تزيد المشاكل الصحية سوءاً بدلاً من حلها.

المسؤولية المشتركة تبدو جلية في هذه الأزمة، حيث أشار البيان إلى تقصير واضح في الرقابة من قبل السلطات المحلية، مطالباً بإجراءات عاجلة تشمل: إغلاق هذه المحلات فوراً، ومصادرة معداتها، ومحاسبة القائمين عليها قضائياً، بالإضافة إلى تنظيم حملات توعية للمواطنين.

ختاماً، وجهت الهيئة نداءً عاجلاً للمواطنين بالتحقق من تراخيص أي عيادة أسنان قبل تلقي العلاج فيها، محذرةً من أن “التوفير القليل اليوم قد يكلفك صحتك غداً”. هذه الرسالة تكتسب أهمية خاصة في ظل تنامي الظاهرة واتساع رقعة انتشارها في مختلف أنحاء المملكة.