آخر الأخبار

18 يونيو.. إضراب وطني في التعليم

في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، يخوض عمال قطاع التعليم العالي إضراباً وطنياً الأربعاء 18 يونيو 2025، يرافقه وقفة احتجاجية أمام مقر الوزارة بالرباط، في مشهد يعكس تصاعد الاحتقان بين النقابة والسلطات الحكومية. يأتي هذا التحريك الاحتجاجي رفضاً لما توصف بـ”سياسة الإقصاء المتعمد” وعدم الوفاء بالوعود السابقة.

وفي بيان رسمي، كشفت النقابة الوطنية للعاملين بالتعليم العالي -التابعة للجامعة الوطنية للتعليم (FNE)- عن تفاصيل الاجتماع الأخير الذي ناقش تدهور أوضاع الموظفين، مشيرة إلى أن الوزارة تواصل “تجاهل الحوار الاجتماعي” وتماطل في تنفيذ التزاماتها. وأكد المصدر ذاته أن القرارات الأخيرة تتجاهل صراحة المنشور الحكومي الداعي لتفعيل الحوار، مما يزيد من تأزيم الوضع.

المثير للانتباه أن النقابة حملت الوزارة مسؤولية “تفاقم الأزمة” واتهمتها بـ”التهرب من المساءلة القانونية”، خاصة فيما يتعلق بالنظام الأساسي للعاملين. وأوضحت أن الإجراءات الأخيرة تنتهك الدستور وتهمش المطالب المشروعة للفئات الإدارية والتقنية، التي تعاني من تدهور متزايد في ظروف العمل.

لم تكتفِ النقابة بدعوة القاعدة العمالية للإضراب، بل وجهت نداءً غير مسبوق لتوحيد الجهود مع التنظيمات النقابية الأخرى، في محاولة لـ”خلق جبهة موحدة” تحمي مكتسبات القطاع. ويبدو أن الرسالة واضحة: المعركة القادمة ستكون اختباراً حقيقياً لقدرة النقابات على فرض مطالبها في ظل مناخ يتسم بالتشنج المتصاعد.

في الوقت الذي تستعد فيه الشوارع المحيطة بوزارة التعليم العالي لاستقبال موجة غضب عارمة، تبقى الأسئلة معلقة: هل ستنجح هذه الخطوة في كسر جدار الصمت الرسمي؟ أم أن المشهد سيشهد مزيداً من التصعيد في الأيام القادمة؟ المشهد السياسي المغربي يترقب الإجابة بينما تدق ساعة الصفر.

المقال التالي