113 مليار سنتيم في مهب الريح.. أين ذهبت أموال دعم الماشية؟

كشفت وثائق رسمية حصلت عليها “مغرب تايمز” عن تفاصيل مثيرة للجدل في ملف دعم الماشية، حيث تشير البيانات إلى صرف مبلغ يقارب 1.13 مليار درهم (113 مليار سنتيم) بين عامي 2022 و2024، في وقت سجلت فيه أعداد الماشية تراجعًا كبيرًا.
وأظهرت المعطيات الرسمية انخفاضًا بنسبة 38% في أعداد رؤوس الأغنام خلال الفترة ذاتها، مما يطرح تساؤلات حول فعالية آليات صرف الدعم. وتشير وثيقة صادرة عن ديوان المحاسبة (رقم 45/2024) إلى وجود فجوة بنسبة 42% بين كميات الأعلاف المدعمة وأعداد الماشية المسجلة في 12 إقليمًا، بينما كشف محضر اجتماع اللجنة الفنية للدعم بتاريخ 15 مارس 2024 عن 37 حالة تضخم في طلبات الدعم، و12 ملفًا مشبوهًا في إقليمي بني ملال وخنيفرة.
ووفقًا للمرسوم رقم 2.22.521، كان من المفترض توزيع 850 درهمًا لكل رأس ماشية ذكر، و750 درهمًا للأنثى، و300 درهم للماعز. إلا أن تقريرًا صادرًا عن المفتشية العامة للفلاحة (مايو 2025) كشف أن 42% من المربين لم يتسلموا الدعم كاملًا، بينما تبين أن 23% من المستفيدين المسجلين غير موجودين على أرض الواقع.
وسجل السجل الوطني للماشية انخفاضًا حادًا من 12.4 مليون رأس في 2022 إلى 7.7 مليون في 2024، مما أثار مخاوف بشأن تأثير ذلك على القطاع الفلاحي والأمن الغذائي.
وفي أعقاب هذه التطورات، صدر بلاغ ملكي في 10 يونيو 2025 يتضمن تعليق صرف الدعم عبر الجمعيات، والانتقال إلى التسجيل المباشر تحت إشراف المصالح البيطرية، إلى جانب تشكيل لجنة وزارية للتدقيق في الملف.
وفي هذا السياق، تلقى المجلس الوطني لحقوق الإنسان 127 شكوى رسمية من مربين، منها 43 حالة حرمان من الدعم دون أسباب واضحة.
من جهته، أشار النائب البرلماني عمر الراضي في سؤال كتابي (رقم 147/2025) إلى أن بعض المستفيدين تلقوا الدعم 3 مرات عبر جمعيات مختلفة، مستندًا إلى تقارير رسمية. كما أظهرت أرقام أخرى اختفاء 47 مليون درهم مخصصة للقاحات، و12 مليون درهم لأعلاف لم يتم تسليمها.
وفي ضوء هذه المعطيات، تروج أنباء عن إيقاف 12 مسؤولًا محليًا عن العمل بشكل احترازي، فيما تطالب جمعيات المربين بنشر القائمة الكاملة للمستفيدين وإجراء تدقيق مالي دولي مستقل. ولا يزال الملف تحت التحقيق، وتؤكد المصادر أن الجهات المعنية تعمل على معالجة الثغرات وضمان الشفافية في عمليات الدعم المستقبلية.
تعليقات