خارطة طريق أمريكية لحل نزاع الصحراء المغربية… والجزائر أمام اختبار استراتيجي

في تحليل حديث، أكد معهد متخصص في الحكامة والاقتصاد التطبيقي أن نزاع الصحراء المغربية يقترب من نهايته، بفعل التحولات في المشهد الدولي، وتنامي الدور الجيوسياسي والدبلوماسي للمغرب، إلى جانب الدعم الأمريكي المتجدد لخيار الحكم الذاتي كحل وحيد واقعي وعملي لهذا النزاع.
وأشار التقرير إلى أن عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية في يناير 2025، أعادت الزخم لقرار واشنطن السابق بالاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وهو قرار اتُّخذ خلال ولايته الأولى واعتُبر آنذاك مكسبًا دبلوماسيًا استثنائيًا للرباط. ووفق التحليل، فإن الإدارة الأمريكية الحالية بصدد وضع خارطة طريق لتسريع إيجاد حل سياسي نهائي، يقوم على مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
ويكشف التقرير أن واشنطن تمارس ضغوطًا متزايدة على الجزائر لحثّها على الانخراط الجاد في المسار السياسي، عبر خطوات قد تشمل تقليص أو إنهاء تمويل بعثة “المينورسو”، والتلميح بإمكانية تصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي أجنبي، بناءً على معايير قانونية أمريكية واضحة.
كما تطرق التحليل إلى مقالة حديثة نُشرت في أحد مراكز الفكر الاستراتيجي الأمريكي، تناولت الأسس التي قد تُبنى عليها خطوة تصنيف البوليساريو ضمن لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية، معتبرة أن هذا الكيان يستوفي الشروط القانونية الثلاثة المعتمدة في التشريعات الأمريكية الخاصة بمكافحة الإرهاب الدولي.
في المقابل، تعرض الولايات المتحدة على الجزائر شراكة اقتصادية متقدمة، تشمل تعزيز الاستثمارات الأمريكية في قطاع الطاقة وتوفير تقنيات متطورة للاستكشاف والاستغلال، مقابل تخليها عن دعم الأطروحة الانفصالية والدخول في تسوية سياسية واقعية. ووصف المعهد هذه المقاربة بأنها “فرصة يصعب تفويتها”، سواء من أجل تحقيق مكاسب استراتيجية أو لتفادي العزلة القانونية والدبلوماسية المحتملة.
تعليقات