بين طاطا وإنزكان… نتائج الباكالوريا تكشف تفاوتات صارخة في التحصيل الدراسي بسوس ماسة

سجلت جهة سوس ماسة نسب نجاح متفاوتة في امتحانات البكالوريا الخاصة بالسنة الدراسية الحالية، حيث حقق إقليم طاطا أعلى نسبة نجاح بين أقاليم الجهة، بلغت 90 في المائة، متقدماً بفارق ملحوظ على باقي المناطق.
وحلّ إقليم تيزنيت في المرتبة الثانية بنسبة نجاح بلغت 66 في المائة، تلاه إقليم تارودانت بـ64 في المائة، ثم اشتوكة آيت باها بنسبة 63 في المائة، بينما بلغت النسبة في أكادير إداوتنان 62 في المائة.
أما المرتبة الأخيرة في الترتيب الإقليمي فقد كانت من نصيب إنزكان آيت ملول، الذي لم تتعدَّ فيه نسبة النجاح 52 في المائة، ما يسلط الضوء على تحديات واضحة تواجه المنظومة التعليمية بالإقليم.
وتُثير هذه التفاوتات الواضحة في نسب النجاح العديد من الأسئلة، خاصة وأن إقليم طاطا، الذي تصدر الترتيب، يُصنّف ضمن المناطق الهامشية، ويُنظر إليه أحيانًا كجزء من ما يُسمى بـ”المغرب غير النافع”. ورغم محدودية الإمكانيات وندرة الموارد، يواصل تلامذته تحقيق نتائج مشرفة، ما يعكس عزيمة قوية وإرادة حقيقية لدى الأسر والأطر التربوية هناك.
في المقابل، تُسجل أقاليم مثل أكادير وإنزكان نسب نجاح متدنية، رغم توفرها على بنية تحتية تعليمية متقدمة، وانتشار الدروس الخصوصية، وتنوع وسائل الدعم المدرسي.
هذا التناقض يدفع إلى التساؤل حول نجاعة المنظومة التعليمية في المناطق الحضرية، ومدى تأثير العوامل غير المادية، مثل الانضباط، والاهتمام الأسري، والتحفيز الداخلي لدى التلاميذ، في صناعة التفوق الدراسي.
تعليقات