آخر الأخبار

خلافات حزبية تعصف بمجلس إقليم تارودانت والعباس يرد

يعيش المشهد السياسي في إقليم تارودانت على وقع تصدعات حادة داخل المجالس المنتخبة، نتيجة خلافات بين مكونات التحالف السياسي، خصوصًا بين منتخبي حزبي الأصالة والمعاصرة، والاستقلال من جهة، وحزب التجمع الوطني للأحرار من جهة أخرى، ما أدى إلى عدم انعقاد دورة يونيو بالمجلس الإقليمي.

وقد علم موقع مغرب تايمز من أحد الأعضاء البارزين بالمجلس الإقليمي لتارودانت، أن دورة يونيو لم تنعقد بسبب مقاطعة عدد من الأعضاء المنتمين لحزبي الاستقلال و”البام” للدورة، احتجاجًا على تصرفات رئيس المجلس الإقليمي.

وأوضح المصدر أن أول أسباب المقاطعة يعود إلى رفض الرئيس إدراج نقطة تتعلق بعقد شراكة مع المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك، كان قد اقترحها أحد أعضاء حزب الاستقلال، وتهدف إلى إنجاز وتهيئة طرق العالم القروي بالإقليم بتكلفة تناهز 15 مليار سنتيم على مدى ثلاث سنوات؛ حيث تم حذف هذه النقطة من جدول الأعمال دون مبرر واضح، ما اعتُبر استهدافًا سياسيا من طرف الرئيس، حسب المتحدث.

أما السبب الثاني -يضيف مصدرنا- فيرتبط بخلاف أوسع تفجّر داخل مجلس جهة سوس ماسة، حيث أدى إقصاء منتخبي حزبي الاستقلال و”البام” من عضوية مكتب مجموعة الجماعات للصحة بقطب أولاد تايمة إلى احتقان كبير داخل التحالف، وانعكس مباشرة على أشغال المجالس الإقليمية. 

تطور هذا الخلاف دفع حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة إلى إصدار بلاغ مشترك، دعوا فيه إلى فك الارتباط السياسي مع حزب الأحرار على مستوى تدبير شؤون مجموعة من الجماعات الترابية بسوس، ما ينبئ بأزمة سياسية قد تؤثر على الاستقرار المؤسساتي والتنموي بالمنطقة.

من جانبه، قال رئيس المجلس الإقليمي لتارودانت محمد العباس إن ما وقع ليس سوى حسابات سياسية وورقة تلعبها الأحزاب المشاركة في تسيير المجلس الإقليمي مع اقتراب موعد الانتخابات، مضيفًا: “عندما تقترب الانتخابات، يسعى المنتخبون إلى نهج سياسة لي الذراع، وهذا أمر عادي.”

وبخصوص ما يزعم عن كون سبب المقاطعة هو عدم إدراج اتفاقية الطرقات في جدول أعمال الدورة، أكد العباس أن هذا الادعاء غير صحيح، موضحًا أن المقترح: “وصلني عبر الواتساب، وهذا أمر غير مقبول، لأن اتفاقية بهذا الحجم تتطلب اجتماعات ودراسات مع مختلف الأطراف. هذه السلوكيات ترجعنا كأننا أطفال صغار.”

وفيما يتعلق بالنقطة الثانية المرتبطة بإقصاء حزبي الاستقلال و”البام” من عضوية مكتب مجموعة الجماعات للصحة، أوضح العباس: “ميمكنش تخلي الناس ديالك وتعطي العضوية لواحد آخر، خصوصًا أنك عندك الأغلبية”، في إشارة إلى أن حزب التجمع الوطني للأحرار لن يفرّط في تمثيلية منتخبيه لصالح أحزاب أخرى، لاسيما أنه يملك الأغلبية داخل المجلس.

وختم العباس تصريحه بالتأكيد على أن تحالف الأحزاب الثلاثة بدأ يتلاشى مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

خالد أفرياض

المقال التالي