بلا ذبح ولا دماء… اليوم الأول من العيد يمر في سكينة ورضا شعبي واسع

حلّ عيد الأضحى هذه السنة في المغرب محمّلاً بنفحة جديدة من الوعي الجماعي والتضامن، بعد توجيه ملكي سامٍ من جلالة الملك محمد السادس يدعو فيه المواطنين إلى الامتناع عن ذبح أضاحي العيد، حفاظًا على القطيع الوطني الذي تضرر كثيرًا بفعل توالي سنوات الجفاف، وتفاديًا للضغوط الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع الأسعار.
وقد كان لدعوة الملك أثر عميق في النفوس، حيث استقبلها المغاربة بكثير من الرضا والتقدير، مؤكدين وعيهم بحساسية المرحلة، واستعدادهم الدائم للانخراط في كل ما يخدم مصلحة الوطن.
في تصريح لموقع “مغرب تايمز”، قالت فاطمة، ربة بيت من الدار البيضاء: “فرحتنا بالعيد لم تنقص، بل زادت، لأننا حسينا أن الملك فكر في ظروفنا. الأضحية ولات صعيبة بزاف على الناس، وهاد القرار أنقذ بزاف ديال العائلات من الضغط والتدين.”
من جهته، قال اسماعيل، موظف من فاس:”هاد المبادرة كتبيّن أن الملك قريب من الشعب، وكيهتم بحياتنا اليومية. الصراحة، القرار جا في الوقت المناسب، وكان عندو وقع إيجابي على الناس كاملين.
أما أمين، شاب عاطل عن العمل من مراكش، فعبر عن رأيه قائلاً:”أنا ما كانش عندي باش نضحي هاد العام، ولكن منين جا القرار الملكي، حسيت براسي ماشي بوحدي. القرار وفر علينا الحرج، وخلانا نحسو أننا كنساهمو فمصلحة البلاد.”
ويُذكر أن اليوم الأول من العيد مرّ في أجواء روحانية متميزة، ميزها التكافل الأسري والاجتماعي، بعيدًا عن ضغوط الأسواق وهمّ شراء الأضحية. انتشرت مظاهر التضامن، وظهرت مبادرات فردية وجماعية لتقديم يد العون للفئات الهشة، ما يؤكد أن قيم العيد لا تقتصر على الذبيحة، بل تتجلى في أسمى صورها عندما يتجسد المعنى الحقيقي للتضحية والعطاء الجماعي.
وبينما تمر أجواء اليوم الثاني من العيد، يبدو أن التجاوب الشعبي مع القرار الملكي يعكس مدى نضج المجتمع المغربي، واستعداده لوضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار. لقد أكّد المواطنون أن التضحية الحقيقية تكمن في الامتثال للتوجيهات التي تحفظ الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.
إن عيد الأضحى لهذه السنة، وإن خلا من طقوس الذبح، فقد امتلأ بمعاني أعمق وأشمل، ترسّخ قيم المواطنة والتضامن في ظل قيادة ملكية رشيدة تعرف كيف توجه شعبها في الأوقات الصعبة بحكمة وبعد نظر.
وفي هذا السياق، يمكن القول إن هذا القرار الملكي شكّل درسًا وطنيًا في المسؤولية الجماعية، ووضع اللبنة الأولى نحو حوار مجتمعي واسع حول الاستهلاك، وأولويات العيش، واستدامة الموارد، وهي مواضيع أصبحت اليوم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
عيدكم مبارك سعيد، وكل عام والمغرب في عزة واستقرار.
تعليقات