المغرب يمدّ يده لبناته العائدات من جحيم سوريا

في خطوة إنسانية ذات أبعاد دبلوماسية وأمنية معقدة، يستعد المغرب لاستقبال أول دفعة من النساء المغربيات العالقات في المخيمات الواقعة شمال شرق سوريا، حيث كانت هؤلاء النسوة رهن الاحتجاز لدى القوات الكردية في ظروف صعبة، ضمن مخيمات مثل “الهول” و”الروج”، التي لطالما ارتبطت بمآسي النزوح والاحتجاز.
وحسب مصادر إعلامية، فقد شرعت الجهات المختصة في المغرب في اتخاذ الترتيبات اللازمة لترحيل هؤلاء المواطنات، من خلال استيفاء استمارات خاصة، تُمكّن من معالجة ملفاتهن بشكل رسمي، تمهيداً لعودتهن إلى أرض الوطن بعد سنوات من المعاناة في مناطق النزاع.
هذه العودة المرتقبة تأتي في سياق تحسّن العلاقات بين الرباط ودمشق، حيث برز مؤخراً مؤشّر إيجابي تمثّل في إعلان إغلاق مكتب ممثلي “البوليساريو” بالعاصمة السورية، وما تبعه من إعلان المغرب نيته إعادة فتح سفارته في سوريا، بعد أكثر من عقد من القطيعة الدبلوماسية على خلفية الصراع الداخلي السوري الذي انطلق في 2011.
ولا تقتصر الملفات العالقة على النساء فقط، بل تشمل أيضاً رجالاً وأطفالاً مغاربة تقطعت بهم السبل في سوريا وتركيا والعراق. وتتسم هذه الملفات بتعقيد قانوني وأمني، نظراً إلى ضرورة تحديد مدى خطورة كل حالة على الأمن القومي، قبل اتخاذ قرارات نهائية بشأن الترحيل.
وتبقى هذه الخطوة مؤشراً على إرادة المملكة في معالجة ملفات مواطنيها العالقين بمقاربة إنسانية شاملة، تراعي الكرامة والحقوق، دون إغفال الجوانب الأمنية والاعتبارات السيادية.
تعليقات