الملك يضحي عن نفسه وشعبه …مشهد مهيب يجسد معاني عيد الأضحى

في مشهد مهيب ومؤثر، جسّد أمير المؤمنين الملك محمد السادس، جوهر عيد الأضحى المبارك، حين قام شخصياً بذبح أضحيتين، إحداهما عن نفسه، والثانية عن شعبه الوفي، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي ضحى وقال: “هذا عني، وهذا عن من لم يضحّ من أمتي.”

و تقدّم الملك محمد السادس نحو الأضحية بثبات الذكر المؤمن، ممسكاً السكين بيده الشريفة، فذبحها بنفسه، في صورة بليغة تعكس أعلى درجات المسؤولية الدينية والرمزية، وتُجسد المعنى الحقيقي للتضحية، ليس فقط كعبادة شعائرية، بل كعطاء متجدد من القائد لشعبه.

وقد تزامن ذلك مع إطلاق طلقات المدفعية تعبيراً عن البهجة بحلول العيد المبارك، فيما تابع الحاضرون المشهد بخشوع وتأثر، وهم يشهدون أمير المؤمنين يُحيي سنّة الأضحية في أبهى تجلياتها.

هذا المشهد النادر والفريد جاء بعد أداء جلالة الملك لصلاة عيد الأضحى صباح السبت 10 ذي الحجة 1446هـ الموافق 7 يونيو 2025م، بمسجد الحسن الثاني بمدينة تطوان، بحضور ولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد، والأمير مولاي أحمد، وعدد من أفراد الأسرة الملكية.

هذا، وكان الخطيب قد نوّه في خطبته بأن الاحتفال بعيد الأضحى لا يكتمل إلا حين يقترن بالفعل الصادق بالتضحية الخالصة لله، مشيراً إلى أن أمير المؤمنين، بحكمته وبُعد نظره، قرر عدم إقامة شعيرة الأضحية هذا العام بشكل عام، مراعاة لظروف الناس، ولكنّه حافظ على رمزية الذبح، مضحياً عن نفسه وعن أمّته، لتبقى هذه السنة حاضرة في وجدان الأمة.