ماسك يتهم ترامب بالتورط الجنسي ويطالب الكونجرس بالتحرك العاجل

لم تكن كلمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن “خيبة الأمل الكبيرة” من إيلون ماسك مجرد تصريح عابر، بل كانت الشرارة التي أشعلت أزمة علنية بين اثنين من أكثر الشخصيات نفوذاً في العالم، تاركةً الأسواق المالية في حالة ارتباك غير مسبوق.
من داخل المكتب البيضاوي، كشف ترامب عن شرخ عميق في علاقته بالملياردير التكنولوجي، معترفاً بأنه لا يعرف إن كانت هذه الصداقة ستستمر بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهها ماسك لمشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي تدعمه الإدارة. المفارقة أن هذه التصريحات تأتي بعد أيام فقط من تبادل المديح بين الرجلين، في مشهد يكشف عن تحول دراماتيكي في التحالف الذي كان يبدو غير قابل للكسر.
لم يكتف ماسك، الذي غادر مؤخراً منصبه كمستشار في البيت الأبيض، بوصف القانون الجديد بأنه “بغيض ومثير للاشمئزاز”، بل ذهب إلى منصة “إكس” ليزعم أن دعمه المالي – الذي تجاوز 290 مليون دولار وفقاً للسجلات الرسمية – كان العامل الحاسم في فوز ترامب بالانتخابات عام 2024. رداً على ذلك، حاول ترامب التقليل من هذا التأثير، مؤكداً أنه كان سيفوز في بنسلفانيا “بغض النظر عن إيلون”، لكن الأرقام تشير إلى أن الجمهوريين كانوا سيخسرون السيطرة على مجلس النواب لولا هذا الدعم السخي.
لم تكن تداعيات هذا الصراع مقتصرة على الكواليس السياسية، بل امتدت إلى وول ستريت، حيث شهدت أسهم “تسلا” انهياراً مفاجئاً بنسبة 9% في جلسة واحدة، محوّضة نحو 90 مليار دولار من قيمتها السوقية التي كانت تتجاوز تريليون دولار. هذا التراجع الحاد، الذي تزامن مع تصريحات ترامب، كشف عن مدى هشاشة ثقة المستثمرين في ظل هذه المواجهة غير المتوقعة بين عملاق التكنولوجيا والرجل الأقوى في العالم.
في خضم هذه العاصفة، عادت فضيحة جيفري إبستين إلى الواجهة بعد اتهامات صادمة وجهها ماسك عبر منصته الاجتماعية، حيث زعم أن ترامب متورط في الشبكة الجنسية التي أدارها الملياردير المتهم قبل انتحاره عام 2019. هذه القضية، التي ظهرت أول مرة عام 2005 وتضمنت وثائق تورط شخصيات عالمية بارزة، ما زالت تشكل جرحاً نازفاً في الضمير الأمريكي، مما يجعل هذه الاتهامات الجديدة قنبلة موقوتة قادرة على إعادة تشكيل المشهد السياسي بأكمله.
بينما تتساقط قطع أحجار الدومينو واحدة تلو الأخرى، يبقى السؤال الأكبر: هل نشهد نهاية واحدة من أكثر التحالفات تأثيراً في العقد الأخير؟ أم أن هذه المواجهة ليست سوى مناورة سياسية أخرى في لعبة السلطة التي لا يعرف قواعدها إلا اللاعبون أنفسهم؟ مع استمرار تبادل الاتهامات وتأرجح أسواق المال، يبدو أن العالم مقبل على أيام حاسمة ستكشف عن حقائق قد تغير قواعد اللعبة إلى الأبد.
تعليقات