رغم انهيار أسعار النفط عالميًا.. شركات المحروقات تُبقي الأسعار مرتفعة في المغرب

شهدت الأسواق العالمية للنفط تراجعًا ملحوظًا في تعاملات يوم الخميس 5 يونيو 2025، متأثرة بزيادة غير متوقعة في مخزونات البنزين والديزل في الولايات المتحدة، إلى جانب إعلان المملكة العربية السعودية خفض أسعار شحنات يوليوز الموجهة للمشترين الآسيويين.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، تسليم يوليوز، انخفاضًا بنسبة 0.32% ليستقر عند 62.65 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام برنت العالمي، تسليم غشت، بنسبة 0.11% ليصل إلى 64.79 دولارًا للبرميل. ويأتي هذا التراجع بعد انخفاض بنسبة 1% خلال اليوم السابق، في ظل مؤشرات على تراجع الطلب في السوق الأمريكية، بحسب بيانات رسمية.
ويرى محللون أن قرار السعودية بخفض أسعار شحناتها إلى آسيا – لأدنى مستوى لها منذ نحو أربع سنوات – يعكس استمرار ضعف الطلب العالمي، حتى مع دخول السوق في فترة تعرف عادة بزيادة الاستهلاك.
ورغم هذا الانخفاض المستمر في أسعار النفط على المستوى العالمي، فإن أسعار المحروقات في المغرب لا تزال تعرف ركودًا شبه تام منذ شهور طويلة، دون أي انعكاس واضح لهذه التطورات الدولية على السوق الوطنية. وفي أحسن الأحوال، لا تتجاوز التخفيضات في محطات الوقود بالمغرب بضع سنتيمات، ما يثير تساؤلات عميقة لدى المواطنين.
ويُعزى هذا الجمود، بحسب مهتمين بالشأن الاقتصادي، إلى غياب المنافسة الشريفة داخل القطاع، واستمرار هيمنة عدد محدود من الشركات على السوق، في ما يشبه الاحتكار المقنن. وهو ما يحرم المستهلك المغربي من الاستفادة من فرص انخفاض الأسعار على غرار ما يحدث في دول أخرى.
ويتواصل الصمت الرسمي حيال هذا الوضع، في وقت ترتفع فيه الأصوات المنددة بمحدودية تدخل الحكومة لضبط السوق وضمان حماية القدرة الشرائية للمواطن، خاصة في ظل سياق اقتصادي صعب وارتفاع تكاليف المعيشة.
ويطالب فاعلون مدنيون وخبراء بضرورة تفعيل آليات المراقبة والتقنين، وتشجيع المنافسة الحقيقية في قطاع المحروقات، كمدخل أساسي لتحقيق العدالة السعرية وإنصاف المستهلك المغربي.
تعليقات