أزمة اللجوء تفكك الائتلاف.. وتؤدي إلى سقوط الحكومة الهولندية

انهارت الحكومة الهولندية اليوم، في مفاجأة سياسية أثارها انسحاب حزب الحرية بزعامة خيرت فيلدرز من الائتلاف الحاكم، بعد فشل مفاوضات تشديد سياسة اللجوء. وجاء القرار كصاعقة في المشهد السياسي الهولندي، حيث أعلن فيلدرز عبر منصاته الاجتماعية: “حزب الحرية يغادر الحكومة”، في إشارة إلى رفض شركائه تبنّي خطته المتشددة للحد من الهجرة.
وكان الزعيم اليميني قد قدّم قبل أيام حزمةً من المقترحات المثيرة للجدل، شملت استخدام الجيش لتأمين الحدود، وإغلاق مراكز الاستقبال، وإعادة اللاجئين السوريين قسراً، مدعياً أن سوريا لم تعد “منطقة خطرة”. ولم تكتفِ الخطة بذلك، بل طالبت بتعليق الحصص الأوروبية للاجئين ومنع لمّ شمل العائلات، في خطوة وصفها خبراء قانونيون بأنها تتعارض مع المواثيق الدولية، لا سيما اتفاقية اللاجئين لعام 1951.
وقد أثار الانسحاب المفاجئ موجة غضب بين شركاء الائتلاف، حيث وصفت زعيمة حزب المزارعين (BBB) القرار بأنه “غير مسؤول”، بينما اعتبرته زعيمة حزب العقد الاجتماعي الجديد “غير مفهوم”. أما زعيمة حزب الشعب للحرية والديمقراطية، فاتهمت فيلدرز بـ”التضحية بالائتلاف من أجل غروره”، في إشارة إلى رفضه التنازل عن شروطه رغم وجود بنود متفق عليها مسبقاً، مثل إلغاء قانون توزيع اللاجئين على البلديات.
يترقب الهولنديون الآن تقديم رئيس الوزراء ديك سخوف استقالته للملك، فيما تشير التكهنات إلى استقالات وزارية وشيكة تدفع البلاد نحو فراغ سياسي. وتُطرح تساؤلات عاجلة حول مصير المشهد السياسي، بين خيار تشكيل ائتلاف جديد أو الدخول في انتخابات
تعليقات