آخر الأخبار

هل الجاني من داخل الفندق؟ أسئلة صادمة تحوم حول سرقة فندق أكادير

لا تزال قضية السرقة الغامضة التي هزّت فندق “تيكيدا كولف بلاص” المصنف بمدينة أكادير، تثير الكثير من الجدل والغموض، وذلك بعد مرور ثلاثة أيام على وقوعها دون أن تتمكن مصالح الأمن من فك ألغازها أو تحديد الجهة المتورطة فيها، رغم الجهود المبذولة من طرف الشرطة القضائية والعلمية.

وحسب المعطيات التي توصل بها موقع مغرب تايمز من مصادر خاصة، فإن التحقيقات شملت حتى الآن عشر غرف داخل الفندق، كان ينزل بها عدد من الضيوف الأثرياء من الديانة اليهودية، والذين قدموا إلى المدينة لحضور حفل زفاف عائلي؛ وقد تم استهداف خزاناتهم الحديدية التي تحتوي على مبالغ مالية ومجوهرات وساعات ثمينة.

ما يُثير الاستغراب، حسب نفس المصادر، هو أن فتح غرف الفندق يتطلب التوفر على البطاقة الرقمية (المفتاح الإلكتروني)، أو تدخلاً مباشراً من مصلحة مخصصة لذلك داخل إدارة الفندق، كما أن فتح الخزانات الحديدية داخل الغرف يتطلب إدخال رمز سري لا يعرفه سوى صاحب الغرفة، أو أن يتم فتحها من طرف أمن الفندق نفسه؛ هذه المعطيات تطرح فرضيات جدية حول إمكانية وجود تواطؤ داخلي أو استغلال أنظمة الفندق من طرف جهة مطلعة.

كما أن كاميرات المراقبة المنتشرة بكثافة في ردهات الفندق لم تُفد لحد الساعة في كشف خيوط القضية، ما يزيد من غموض الواقعة، ويطرح علامات استفهام حول كيفية تحديد الأشخاص المستهدفين بالسرقة، علماً أن أغلبهم من أثرياء الطائفة اليهودية، ما يجعل احتمال “الصدفة” أمراً مستبعداً، ويقوي فرضية وجود تخطيط محكم مسبق.

ومن أجل احتواء الموقف وتقليل حجم الضرر المعنوي، أفادت مصادر مطلعة أن الرئيس المدير العام للفندق اقترح على الضحايا تنظيم رحلة مجانية إلى أحد فروع سلسلة فنادقه داخل المغرب، تتكفل بها إدارة الفندق بالكامل كنوع من التعويض؛ كما اقترح أن تتولى شركة التأمين تعويض المفقودات، إلا أن هذا المقترح الأخير يواجه صعوبات قانونية، إذ تشترط شركات التأمين توفّر الضحايا على إثباتات ملموسة تفيد إدخالهم للممتلكات المزعوم سرقتها إلى الفندق، مثل صور أو فواتير أو وثائق جمركية، وهو ما قد لا يتوفر لدى الجميع، مما قد يُعقّد مسألة التعويض.

وفي إطار تتبّعنا لتفاصيل هذا الملف، حاول موقع مغرب تايمز الاتصال بإدارة فندق “تيكيدا كولف بلاص” للحصول على توضيحات أو تعليق رسمي حول مجريات القضية، غير أن الإدارة رفضت الإدلاء بأي تصريح.

كما واصل الموقع محاولاته للتواصل مع ولاية الأمن بأكادير من أجل معرفة مستجدات التحقيق، لكن دون جدوى، إذ لم نتلقَّ أي رد من مسؤول التواصل، رغم تكرار المحاولات؛ وعند الاتصال بمركز الاتصال التابع للولاية، أُحالنا بدوره على مسؤول التواصل الذي “لا يتواصل”، إلا أنه لم يجب اتصالاتنا المتكررة.

وفي انتظار أي مستجد من الجهات الأمنية، يبقى التحقيق مستمراً في واحدة من أكثر القضايا غموضاً التي شهدتها مدينة أكادير في الفترة الأخيرة، وسط قلق من أن تؤثر هذه الحادثة على صورة المدينة السياحية وسمعة قطاعها الفندقي.

موقع مغرب تايمز يواصل متابعة هذا الملف عن قرب، وسيوافي قراءه بكل جديد فور توفره، إيماناً منه بحقه وحقهم في الوصول إلى الحقيقة.

المقال التالي