المغرب يندد بتقرير مجلس الأمن: إدراج فقرة متحيزة حول الصحراء تهدد مصداقية الأمم المتحدة

في خطوة غير مسبوقة، شنّ عمر هلال سفير المغرب لدى الأمم المتحدة هجوماً لاذعاً على تقرير مجلس الأمن الأخير، معتبراً أنه انحرف بشكل صارخ عن الحيادية في قضية الصحراء المغربية. وجاءت الرسالة الموجهة إلى رئيس وأعضاء المجلس بعد اعتماد التقرير يوم الجمعة الماضي، لتعكس غضب الرباط من إدراج ما وصفه بـ”الفقرة المتحيزة”.
أعرب المغرب عن صدمته من استخدام مصطلح “الطرفين” في التقرير، مخالفاً -حسب هلال- الممارسات المعتادة لمجلس الأمن التي كانت تعترف بأربعة أطراف في النزاع: المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو. وأكد السفير أن هذا التغيير المفاجئ يخالف الإجماع الدولي، ويسعى إلى تشويه الجهود الجارية لحل النزاع تحت مظلة الأمم المتحدة.
كشف هلال عن تناقض صارخ في التقرير، فبينما تؤكد مقدمته أنه يقدم لمحة عامة محايدة، فإن الفقرة الخاصة بالصحراء تقدم رواية انتقائية تهمش مواقف غالبية أعضاء المجلس. وأشار إلى أن التقرير تجاهل الدعم الواسع للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي تحظى بتأييد 116 دولة، بينها أعضاء دائمون في مجلس الأمن.
انتقد المغرب بشدة ما وصفه بـ”المحاولة اليائسة” لتضليل الجمعية العامة للأمم المتحدة، محذراً من أن مثل هذه الممارسات تهدد مصداقية مجلس الأمن. وأوضح هلال أن الرباط تتوقع من الأمم المتحدة الالتزام بالحياد، خاصة وأن القضية تخضع لمفاوضات دبلوماسية دقيقة. كما أشار إلى أن التقرير تجاهل الجهود المغربية المستمرة لإيجاد حل سياسي تحت إشراف الأمم المتحدة.
في ختام رسالته الحادة، أكد عمر هلال رفض بلاده القاطع لهذا “التحريف السياسي”، معتبراً أنه محاولة فاشلة لإعاقة الزخم الدولي الداعم للموقف المغربي. وجدد التأكيد على أن أي حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة المغرب ووحدته الترابية. من المتوقع أن تثير هذه الرسالة، التي ستنشر كوثيقة رسمية للأمم المتحدة، ردود فعل دبلوماسية واسعة في الأيام المقبلة.
تعليقات