وزير الداخلية يكشف عن برنامج وطني جديد يشمل 84 مدينة

كشفت الحكومة المغربية النقاب عن مشروع ضخم لإعادة هيكلة منظومة النقل الحضري بالحافلات، في خطوة تهدف إلى إنهاء معاناة المواطنين اليومية مع وسائل النقل التقليدية. وأعلن وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت خلال جلسة برلمانية اليوم الإثنين عن برنامج استثماري غير مسبوق بقيمة 11 مليار درهم، سيشمل 84 مدينة ومجالاً عمرانياً خلال السنوات الأربع المقبلة.
تعتمد الخطة الجديدة على ركيزتين أساسيتين: فصل عمليات الاستثمار عن التسيير، وإدخال أنظمة رقمية متطورة لمراقبة تنفيذ المشاريع. ويتضمن البرنامج اقتناء 3746 حافلة جديدة، مع تحديث كامل للبنية التحتية من محطات ومراكز تحكم وأنظمة دفع إلكتروني. وستتم تغطية التكاليف عبر شراكة بين الجماعات المحلية والصناديق الحكومية، مع زيادة الميزانية السنوية المخصصة من ملياري إلى ثلاثة مليارات درهم.
بدأت المرحلة الأولى من المشروع فعلياً في أربع مدن رائدة هي مراكش وطنجة وأكادير وتطوان، حيث تم التعاقد على 968 حافلة من أصل 1317 مخصصة لهذه المرحلة. ومن المقرر أن تنطلق عمليات التشغيل في هذه المدن بشكل تدريجي مع نهاية العام الجاري، بينما تجري التحضيرات حالياً لطرح المناقصات الخاصة بأنظمة التذاكر الذكية التي ستدخل الخدمة قريباً.
أما المرحلتان الثانية والثالثة فستشملان 48 مدينة إضافية، مع خطط لاقتناء 827 حافلة جديدة خلال العامين المقبلين. ووعد المسؤولون الحكوميون بأن المشروع سيراعي مبدأ التوزيع العادل بين الجهات، مع إعطاء أولوية للمناطق التي تعاني من نقص حاد في وسائل النقل العمومي. كما يتضمن البرنامج حزمة من الإجراءات لتحسين جودة الخدمة وتقليل الحوادث وتخفيف الازدحام المروري.
يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه معظم المدن المغربية أزمة نقل متصاعدة، مع تزايد الشكاوى من قدم الأسطول وضعف الخدمات. ويهدف المشروع الطموح إلى خفض نسبة استخدام السيارات الخاصة بنسبة 30% بحلول 2025، مع تقليل زمن التنقل اليومي للمواطنين بمعدل ساعة كاملة في المتوسط، وفق تقديرات وزارة الداخلية.
تعليقات